كيف اتعامل مع تمرد ابني؟
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:اعاني مشكلة مع تمرد ابني المراهق مهمل في دراسته ولا يتقبل منا النصح او الكلام لايريد سوا الخروج مع اصدقائه مهمل في صلاته سريع الغضب كثير الكذب عند مناقشته لايستمع لكلام والده عندما يأمره بالبقا في البيت ينتهز فرصة غيابه ويخرج ولا يعود للمنزل الا متأخر.كيف اتعامل معه .أفيدوني؟
الإجابة

الأم الفاضلة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, كما أحيي فيك اهتمامك بتربية ابنك و حرصك على تنشئته بطريقة سليمة. اعلم كم هو مؤلم لك أن تجدي تصرفات ابنك مختلفة عما تمنيته عليه, إن بعض تصرفات ابنك هي من سمات مرحلة المراهقة. فالعديد من المراهقين يمرون بتغيرات اجتماعية و عاطفية, و يختلف النمو الاجتماعي و العاطفي من مراهق لآخر تبعا لمحيطه, أصدقائه و تجاربه الخاصة, و هذه التغيرات تعلمك أن ابنك في طور تكوين الشخصية. بالنسبة للتغيرات الاجتماعية فهي تشمل: الاستقلالية, المسؤولية, البحث عن تجارب جديدة. هذه التغيرات تفسر بعض تصرفات ابنك فشعوره بالاستقلالية قد يسبب اصطدامه مع أبيه, شعور ابنك بالمسؤولية و رغبته في الحصول على دور قيادي قد يحسن العلاقة بينك و بينه, فبإمكانك أن تشعريه بأهمية دوره في المنزل و تعطيه بعض المسؤوليات التي تتناسب مع مرحلته العمرية. أما بالنسبة لرغبة المراهق في تجارب جديدة قد ينطوي ذلك على التعرض لبعض المخاطر مثل التعرض لوالده خاصة و أنه مازال يتعلم كيفية السيطرة على انفعالاته. ستجديه يفضل قضاء أوقات طويلة بمفرده بعيدا عن أفراد الأسرة و تكون علاقته مع أصدقائه قوية, كما أنه يكون كثير التذمر و عند أبسط مواجهة تجديه شديد الانفعال. السبب الرئيسي لهذه التصرفات هو عدم قدرته على حل المشكلات التي يواجهها, مما يجعله يتصرف على هذا النحو لأنها لا يتمكن من التعبير عن رغباته بصورة صحيحة تسمح للآخرين بتلبيتها له, فيلجأ لهذه التصرفات ليلبي احتياجاته الخاصة. مثال ذلك تهجمه عليك لفظيا, قد تكون المشكلة هي رغبة الابن في المزيد من الاهتمام و الرعاية و الوقت الخاص سواء منك أو من الأب, و عدم حصوله على رغبته و عدم قدرته على التعبير عن مشاعره جعلاه يلجأ لأسلوب الهجوم. لربما هو بانتظار رد فعل عاطفي من الأم (احتضان, قبلات, اعتذار و تصحيح مفاهيم) لكنه في المقابل وجد توجيه و توبيخ مما زاد من صعوبة المشكلة لديه, فالآن من وجهة نظره أنتم تهتمون برأي الآخرين عنه و لا تهتمون بمشاعره بالدرجة الأولى. رغبة ابنك في الاستقلالية و فرض رأيه لم يتمكن من تحقيقها إلا عن طريق الرد عليك, فعندما تطلبين منه القيام بأمر ما, فإن طريقته لفرض رأيه تكون بإظهار عدم الاحترام مما يجعلك تتجنبين التحدث معه في المواضيع التي يعلم أنك ستصطدمين معه فيها. و في حين يبدو ابنك خارجا عن السيطرة, فهو في الواقع يمتلك كامل السيطرة على المواقف بينكم. تصرفات ابنك ستدفعك للاستسلام لتصرفاته و بالتالي تركه و عدم متابعته مما يشعره بعدم اهتمام الأهل به و التمادي في التصرفات السلبية و النتيجة أن الفجوة تكبر بينكم. في بعض الحالات يلوم الآباء أنفسهم كونهم فشلو في التواصل مع أبنائهم و بالإضافة لذلك فهم يلومون أبناءهم كونهم لا يقدرون مجهوداتهم. من الضروري في هذه المرحلة التفكير في الأبناء و كيف أنهم كبرو و تغيرت شخصياتهم, ما هي مخاوفهم؟ ما الأمور التي تسعدهم؟ ما الأمور التي يندمون عليها؟ ما احتياجاتهم؟ أحلامهم؟ كتابهم المفضل؟ فريقهم المفضل؟ طعامهم المفضل؟ لمن يلجؤون عند الحاجة؟ كيف يريدون العلاقة مع الوالدين؟ من الطبيعي عدم إلمام الأم و الأب بهذه الأمور, لكن مجرد التفكير بهذه الأمور سوف يغير من طريقة تعاملك مع ابنك. حولي العلاقة و طريقة التعامل فيما بينكم, فرغي من وقتك ساعة أسبوعية لتقضي فيها وقتا خاصا مع ابنك للعب الورق أو الشطرنج أو الحديث عن الذكريات السعيدة أو عمل نشاط محبب. أخبريه أنك كنت مشغولة في الفترة الماضية و أنك تفتقدين الجلوس معه و تعاملي معه كصديق. و إياك و محاولة توجيهه أو نصحه في هذه الفترة, بل فاجئيه بتعاملك الجديد معه و اتركي الإلكترونيات و كل ما يشغلك عنه. في هذه المرحلة أنت تعيدين بناء علاقتكم و ثقته بك و سيجد نفسه يستمتع بصحبتك و يتقرب لك. و أود أن أشير لأن جمعية المودة تقدم دورة رائعة بعنوان (المقومات السلوكية في التعامل مع المراهقين) و أنصحك بحضور الدورة عن طريق التسجيل فيها إلكترونيا من موقع الجمعية. رابط التسجيل في الدورات هو http://almawaddah.org.sa/activities و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426), كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الإرشاد الإلكتروني https://goo.gl/forms/YYZlGVSDfsQM1xZt1 أرجو منك عدم التردد في التواصل معنا في حال استمرار المشكلة أو لأي أمر آخر فخدمتك تسعدنا و ختاما أسأل الله التوفيق لك و لمن تحبين.