ابنتي والمدرسة
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ابنتي في الصف الاول الابتدائي .واعاني من عدم تقبلها لدخول الفصل الدراسي وتصل لحالة البكاء و الصراخ والرمي على الارض وعندها خوف شديد من اقفال الباب والاماكن المغلقة والناس الكثيرين وهل الاجبار والإكراه ينفع؟ ولا اتركها مع الوقت؟
ارجو افادتي.
الإجابة
أختي الكريمة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية لجمعية المودة للتنمية ، و كما أحيي فيك حرصك و اهتمامك بابنتك و أسأل الله أن يحفظك و إياها من كل مكروه. إن ما تمر به ابنتك هو أمر طبيعي في مرحلتها العمرية, فهي لم تصل لمرحلة من النضج تسمح لها بالاقتناع بأهمية ترك البيت للذهاب للمدرسة, خاصة و أنها مجتمع مختلف و جديد عليها. تحدثي معها عن إيجابيات الذهاب للمدرسة, مثل تكوين صداقات, الاشتراك في أنشطة مختلفة, اللعب في الخارج و الاستفادة من العلوم المختلفة لتوسيع مداركها. ساعديها في أن تعكس الأفكار السلبية التي لديها بأفكار إيجابية مغايرة لتتمكن من الاستمتاع بالذهاب للمدرسة. تواصلي مع المشرفة الطلابية و أعلميها أن ابنتك بحاجة لدعم إضافي عند بداية المدرسة و ستقوم بمعاونتك بقدر الإمكان. اقترحي عليها أن تبقي مع ابنتك في الصف لأول يوم, و في اليوم الثاني ابقي أثناء الحصة الأولى ثم استأذني لربع ساعة و عودي, ثم كرري خروجك و عودتك حتى تتمكن الطفلة من الاطمئنان لوجودها في الصف بدونك. في ذات الوقت أعطيها فسحة أكبر من الوقت لتلعب و تمارس مهارتها و هواياتها خلال عطلة الأسبوع. و أود منك السماح لها بتقوية صداقاتها مع زملائها في الفصل, كأن تسمحي لهم بزيارتها للعب معها في البيت, أو أن تهدي لهم هدايا بسيطة تجعلهم يتقربون منها, فهذا الأمر سيقوي من علاقتها بهم و كلما تحسنت علاقتها مع أقرانها, كلما أقبل على المدرسة بصورة أفضل. و من ناحية الخوف فإن شعور الخوف عند الطفل يصاحبه تسارع في دقات القلب مع الإحساس بالتوتر و أهم نقطة عند التعامل مع الطفل الخائف هي عدم الاستخفاف بخوفه بل إعطائه إحساس الأمان. فَلَو حدث موقف يسبب لها الخوف مثل غلق الباب أو تواجد أشخاص كثيرين بإمكانك أن تقولي لطفلتك " نغلق الباب لنحصل على الخصوصية", أو" سنذهب للفصل و ستجدين أطفالا عديدين من سنك, و هذا أمر جميل فسيصبح لديك العديد من الأصدقاء". كل ما يحتاجه الطفل هو طمأنته ليعلم أنه لن يصاب بأذى. الأطفال لديهم مرونة عالية للتغلب على الصعوبات التي يواجهونها و دعمك لابنتك سيكون أفضل مساند لها لتتغلب على الخوف. هناك حلول أخرى للتغلب على الخوف منها: ١- أن يتعلم الطفل أن يكرر لنفسه عبارات تشجيعية مثل "أنا قوي" ، "أنا في بيتي"، "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". ٢- محاولة التنفس بهدوء و عمق و يساعد على ذلك التدرب بنفخ فقاعات صابون و تذكير الطفل عند حدوث ما يخيفه بالتنفس و كأنه ينفخ فقاعات صابون. أو أن تقولي له "تنفس نفسا عميقا كأنك تشم رائحة وردة و أطلق الهواء من فمك كأنك تطفئ شمعة". ٣- تحويل الأفكار المضطربة أثناء الخوف إلى أفكار ايجابية. الخوف لدى الصغار لا يتحول إلى رهاب عندما يكبرون بل هو مؤقت باختلاف مخاوف الصغار. عندما يتعلم الطفل التغلب على مخاوفه أو السيطرة على انفعالاته عند حدوث الأمر المخيف فإن هذا الأمر يزيد من ثقته بنفسه، و كلما زادت ثقة الطفل بنفسه و شعر بالأمان زال عنه الخوف و القلق. و نحن في جمعية المودة نقدم دورة رائعة بعنوان (خصائص مرحلة الطفولة) و أنصحك بحضور الدورة التي ستمكنك من التواصل مع ابنتك بصورة أفضل عن طريق التسجيل فيها إلكترونيا من موقع الجمعية. رابط التسجيل في الدورات هو http://almawaddah.org.sa/activities و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426), كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الإرشاد الإلكتروني https://goo.gl/forms/YYZlGVSDfsQM1xZt1. و في الختام أرجو منك ألا تترددي في التواصل معنا في حال استمرار المشكلة أو لأي أمر آخر فنحن نسعد بخدمتك. أسأل الله أن يوفقك و من تحبين. الأخصائية/ بيان عصام مسعود.