الاهتمام بالطفل
الإستشارة
هل يتأذى الطفل من حرمانه من الكماليات أن كان ذلك متوفر للوالدين؟وهل تتأثر نفسيته بالالفاظ ؟وشكراً
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك :  أختي الكريمة من خلال تفاصيل الاستشارة يتضح أن لديك تساؤلين : - مدى تأثير حرمان الطفل من الكماليات رغم توفرها . ' مدى تأثير الألفاظ على نفسية الطفل. و للإجابة عن استشارتك نقول بعد الاستعانة بالله عز و جل: أولا : مفهوم الحرمان : في البداية لا بد أن نفرق بين مفهوم الحرمان كفنية من فنيات تعديل السلوك وهذا النوع من الحرمان أحيانا يكون مطلبا في بعض المواقف لتعديل سلوك الطفل  و النوع الثاني : الحرمان من الحاجات الأساسية التي يحتاجها الطفل و يدخل في ذلك ( الحرمان العاطفي و الاجتماعي و الاقتصادي ....الخ ) و هذا النوع من الحرمان له تأثير سلبي في تكوين شخصية الطفل . و هنا لا بد من التوقف قليلا لنوضح أهم الاحتياجات الأساسية للطفل التي ينبغي على الوالدين مراعاتها و إشباعها حتى يتحقق النمو السوي للطفل و بناء شخصيته، و هي على النحو التالي: ١ - الحاجات المادية و الجسمية :وتشمل الحاجة إلى التغذية السليمة وكذلك الحاجة إلى الرعاية الصحية وأيضاً الحاجة إلى الملبس المناسب و الحاجة إلى سكن مناسب يستريح فيه الطفل حتى يساعده على النمو بشكل إيجابي وفعال. ٢ - الحاجات النفسية و الاجتماعية : و ينطوي تحت هذه الحاجات كل ما يساعد نمو الطفل نفسيا و اجتماعيا بصورة صحيحة مثل : الحاجة إلى الشعور بالأمن النفسي و الانتماء  و الشعور بالمحبة و التقدير و الشعور بالتقبل و الشعور بالاستقلالية و تحمل المسئولية و الحاجة إلى اللعب و الترفيه خاصة مع الرفاق و الحاجة إلى تعلم القيم الدينية و الاجتماعية . ٣ - حاجات النمو المعرفي و العقلي : و تشتمل على إشباع حاجات الطفل في البحث و الاستكشاف و حاجته في النمو اللغوي و التعبير  عن مشاعره و اكتساب مهارات التواصل و القدرة على التفكير و حل المشكلات . إن كل ما سبق من حاجات هي حاجات أساسية لنمو شخصية الطفل و حرمان الطفل منها يعود سلبا على تكوينه النفسي الاجتماعي. و يتطلب من الوالدين العناية بها و إشباعها بشكل متوازن لا إفراط و لا تفريط . لذا أختي الكريمة إذا كان حرمان الطفل من الكماليات بشكل مؤقت بهدف تعديل سلوكه ، مع توضيح سبب الحرمان للطفل فإن ذلك يدخل ضمن الحرمان المحمود ، مثال على ذلك :( يمنع من اللعب بألعابه حتى ينتهي من استذكار دروسه ) و هذه الطريقة تتناسب مع الأطفال من سن ( ٧ - ١٠ ) سنوات ، أما إذا كان الحرمان دون هدف أو استراتيجية معينة لتعديل سلوكه ، فإن ذلك يدخل في الحرمان النفسي الاجتماعي و الذي يعد من الحاجات الأساسية التي تساعد على النمو السوي . ثانيا : استخدام الألفاظ التي تؤذي الطفل : و هذا يعتبر نوعا من الإيذاء النفسي للطفل و التي للأسف قد تهدم شخصية الطفل و تؤدي إلى نمو شخصية مضطربة و قد تأخذ أشكالا عدة ، فقد ينشأ عن هذا سلوك إما شخصية عدوانية أو شخصية مذعنة أو شخصية قلقة ، مما يؤثر عليه مستقبلا ، و من الأهمية بمكان أن يدرك الوالدان أن الخمس السنوات الأولى من عمر الطفل هي الفترة المهمة في بناء شخصيته ، و قد أكد الباحثون أن الإيذاء النفسي للطفل أخطر من الإيذاء الجسدي ، ثالثا :إرشادات حول طرق التعامل مع الأطفال: - يجب على الواادين ضبط الانفعالات والعواطف أمام الأطفال حيث يجب أن يكون الوالدان نموذجاً أمام أطفالهم، و النأي بخلافاتهم بعيدا عن الأطفال. - توفير جو هادىء للطفل وتعليمه على التعبير عن مشاعره بأمان .       - تدريب الطفل على الأمور التي يتوجب عليه فعلها بشكل تدريجي عن طريق البدء ببعض الأمور البسيطة، وإعطائه المزيد من المسؤوليات بمرور الوقت. - الحرص على التواصل الدائم مع الطفل بشكل جيد،        - تفهم حاجة الطفل للتعبير بشكل مستمر حيث إن سوء السلوك مهما كان سيئاً هو عبارة عن طريق للتعبير عن أشياء مشروعة بداخل الطفل. - التلطف مع الطفل عندما يطلب منه القيام بمهمة معينة كاستذكار دروسه أو الخلود الى النوم مبكرا . - تخصيص وقت للطفل من أجل اللعب والضحك معه ومحاولة معرفة ما يجول في خاطره. - أن يدرك الوالدان إن لكل مرحلة عمرية طرق عقاب مناسبة للطفل ، و يمكن للوالدين الاستزادة في هذا الجانب من خلال القراءة و الاطلاع في الكتب و المواقع التي تعنى بفن التعامل مع الأطفال. ختاما أختي الكريمة نسأل الله أن يقر عينك بأطفالك ، كما يسعدنا تواصلك معنا من خلال الاستشارات الهاتفية على الهاتف الإرشاد الأسري(920001421) . و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم(  920001426  ) كما  نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة  https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2 المستشار الأسري ( علي بانقيب ) .