ابني لا يسمع كلام أمه ...
الإستشارة
لدي ابن في الثامنة عشرة من عمره وهو لا يتقبل من أمه النقاش أو الأوامر بالشراء أو بالتوصيل بالسيارة على عكس أنه معي هادئ ومطيع ترى أين المشكلة ؟ هل هي في أسلوب التربية أم طريقة التعامل التي تختلف بيني وبين زوجتي ، هذا بالرغم من توصيتي له دائما بطاعة أمه وبرها...
الإجابة

الأخ الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في الاستشارات الالكترونية في جمعية المودة للتنمية الاسرية ويسعدنا تواصلك بداية : أبناؤنا جزءٌ منَّا، ونتمنى لو نراهم أفضل الناس، بل يكونُ طُموحنا أنْ نراهم كاملين مُتميِّزين، لكنْ من المهم جدًّا أنْ نكون على درايةٍ وقُربٍ من كلِّ مرحلةٍ يمرُّ بها أبناؤنا، ونتفهَّم فيها احتياجهم لنُعطِيهم الثقةَ بأنَّنا نفهَمُهم ونشعُر بما يشعُرون به، وإلا فقدناهم، فأصبحوا يُشكِّلون لنا عبئًا وهمًّا، وأصبحنا بالنسبة لهم أجسادًا لا تفهَم ولا تشعُر , اعتقد انك استطعت ان تصل الى هذه المرحلة من التفاهم مع الابن ويجب ان تدرك الام اهمية تفهم هذه المرحلة وهي مرحلة المراهقة وهذه المرحلة تبدأ من سن 13 حتى سن 21، تجد المراهق فيها مُتقلِّب المزاج، دائم الضَّجر والاكتئاب، كثيرَ الخروج والاعتراض والانطواء والعُزلة، لا يقبل النَّصيحة ولا الانتقاد، يفعَلُ ما يريدُه هو، لا يستجيبُ لأيِّ ضغطٍ أو أوامر، والنمو الاجتماعي والتأثُّر بالشلَّة ومفاهيمهم حتى ولو لم يكن مقتنعًا بأفكارهم ولذلك كان واجب على الاباء تفهم هذه المرحلة وطريقة التعامل معها . ثانيا : من المهم جداً في مرحلة المراهقة أن يكون شعار الوالدين في التعامل مع ابنهم هو ( التوجيه لا المواجهة ) لأن المواجهة تستفز الشاب المراهق إلى مزيد من التحدي والعناد ، وهو ما يؤدي إلى خسارة الوالدين لمواقفهم ولابنهم كذلك على المدى البعيد . ثالثا : إليك هذه النصائحَ في التعامل معه 1- ادعُ الله تعالى له بالهداية وصَلاح الحال: فدعاء الوالد لولده مستجابٌ، وثِقْ بمعونة الله لك، وأنَّه ابتلاءٌ سيُفرِّجه الله إنِ استَعَنتَ به. 2- حث والدته على ان تكوِّن علاقةَ حبٍّ حقيقيٍّ مع الابن: إنَّ علاقة الأم مع ابنتها في الغالب هي علاقةٌ تقليديَّة فقط؛ مثل: عمل الشاي، تقبيل الرأس... وهكذا، أو علاقة توجيهيَّة تشمَلُ أوامرَ ونواهيَ فقط، وهذه مشكلةٌ تكمُن في أنَّ هذه العلاقة تُوجِدُ جِدارًا عازلاً بين الام والابن 3- حث والدته على ان تمدح ابنها: فمثلا تمدح الأم تفكيره، وطريقته في التعليق على الموضوعات المثارة، وأسلوبه في فتْح موضوعات معيَّنة للمناقشة، وطريقته في إلقاء النكات، أو استخدام الفُكاهة، كما يمدح سُرعة بديهته، ويمدَحُ شكلَه، وطريقته في الملبس، ومدى الأناقة والجمال في اختياراته كلها، 4- حث والدته على تجنُّب النَّقد و رفْع الصوت مع ابنها . 5- يجب ان يكون هناك تفاهم بينك وبين والدته على الاسلوب المتبع في التربية 6- يجب عليك كذلك احترام والدته وعدم التقليل من شائنها امام ابنائها . وفَّقك الله، وجعَل ابنَك قُرَّةَ عينٍ لك في الدُّنيا والآخِرة