رهاب الارتباط
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتى موظفة بشركة كبيرة وتحمل درجة الماجستير المشكلة كلما تقدم عريس ترفضه بعد فتره والآن هي مخطوبة بعقد قران ولها شهر وانتهينا من كافة التجهيزات والعريس شاب ممتاز ولكن فجأة طلبت بنتى الانفصال بدون اي اسباب الا سبب انها غير مرتاحة افيدونى هل لدى ابنتى رهاب الزواج وما الحل؟
الإجابة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك تواصلك مع جمعية مودة للتنمية الأسرية برنامج الاستشارات الإليكتروني: أختي الكريمة: نسأل الله تعالى ان يبارك لك في ابنتك وأن يحفظها لك نلاحظ أن لدى البنت خوف من الارتباط وهذا الخوف نعتقد أنه ينشأ من وجود أفكار سلبية تجاه الزواج ومن ذلك : 1- معايشة البنت لأحداث مؤلمة لأسرتها او احد أقاربها تحوي عدة خلافات وتصل بعضها للإنفصال وشتات الأسرة وهذا قد يكون مؤثرا في قرارها وخوفها من تكرار المشهد ويمكن معالجته بالحوار حول أسباب المشكلات واختلافها عن بعضها في احوالها وأفرادها الذين صدرت منهم هذه السلوكيات وانه لا يشترط التكرار في الحداث ويمكن تعديل الفكرة السلبية إلى إيجابية بالنظر في الأسباب التي أدت لفشل تلك الأسرة والابتعاد عنها قدر المستطاع. 2- قد يكون من دواعي رفضها هو خوفها من الحياة الجديدة والتي لا تعرف منها البنت إلى أي مدى ستصل إليه في حالة انها تزوجت وارتبطت بهذا الشاب هل ستسعد أم تحزن ؟ هل سيكون متفهما ويتعامل معها بأسلوب راقي ؟ هل سيكون مراعيا لمشاعر المرأة ويستطيع احتوائها ؟ هذه التساؤلات وغيرها تساهم بشكل كبير في التردد أو الرفض بقبول الزواج من أي أحد وتستسلم الفتاة لهذه التساؤلات وللحوارات النفسية وتغرق في التفكير مما يصيبها الهَمّ فتنتفض باتخاذ القرار برفض الارتباط وتعتقد بذلك أنها وصلت الارتياح من كل هذه الهموم. ولمعالجة هذا السبب يمكن ضرب المثل من واقعها كيف أصبحت موظفة وحاصلة على درجة الماجستير فقد كانت البداية هو رغبة في الوصول للنجاح وتذليل العقبات لذلك وكذلك الزواج يوجد فيه عقبات بل بعض العقبات قد تصل لدرجة الوهم ويبقى دور الزوجين المشترك هو تجاوز هذه العقبات للوصول بالحياة الزوجية لدرجات عالية للتوافق بين الزوجين. 3- نعتقد انه لم يحالفها الحظ لمصاحبة النماذج المتميزة في الحياة الزوجية من صديقات أو زميلات في العمل ولا شك أنها ستقوم بإسقاط النماذج السلبية على واقعها واسشرافها ورسم حدودها ونهايتها المستقبلية. 4- نعتقد أن البنت تمتلك شعور بالخوف من حياتها الجديدة وخاصة هذا الشاب هل سيكون متفهما لوضعها الاجتماعي والعملي ويقدّر لها وظيفتها ويحرص على نجاحها وتفوقها ويساعدها للوصول لأهدافها أم سيقف أمامها.وهذا يمكن تجاوزه بوضع الشرط الذي يضمن لها استمرارها بنفس وضعها وعدم الاخلال بذلك. 5- نعتقد أنها تشعر بالتردد بسبب شعورها بعدم قدرتها على القيام بشؤون الأسرة والحقوق الزوجية حيث إنها تستشعر الواجبات الزوجية وخطورة التهاون فيها بينما في الحقيقة يمكن لها التوفيق بإحضار خادمة تساعدها على تنظيم البيت وتنظيفه ولو أنها تقوم بذلك في الفترة التي تتواجد بها الزوجة وساعات محددة في الأسبوع وتوفر البنت جهدها لآداء حقوق الزوج والاهتمام به. 6- مما نعتقد أنه سبب لرفضها هو شعورها بعدم قدرتها على التوفيق بين وظيفتها ومسؤولية الأمومة وهذا قد يكون سبب يؤدي لتكوين المشاعر السلبية تجاه الزواج . 7- نعتقد ان البنت تعتبر الزواج هو تقييد للحريات ولن يجعلها تتمكن من ممارستها حياتها الاجتماعية والوظيفية كما كانت قبل الزواج وهذه المعتقدات السلبية توجد ومنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي وتفكير الأقران السلبي مما يجعلها تنتقل للبنت دونما شعور بل وتجعلها ترسخ في أفكارها مما يؤصل عندها فكرة الرفض للزواج. أختي الكريمة نقترح عليك : 1- قبول فكرة الرفض بصورة مؤقتة وإقناع الشاب بتأجيل البدء في ترتيب الزواج حتى تصلون لدرجة كبيرة من القناعة بفكرة الارتباط لدى البنت. 2- بعد فترة من محاولة اقناعها بتغيير رأيها ولم تستطيعوا ذلك لابد أن يتم اطلاع اهل الزوج بذلك حتى تكون الأمور على بيّنة وواضحة جدا وهم لابد ان يدركوا ذلك وأن هذه حياة وليست لحظات يعيشها الانسان مع الشريك ثم يتركه وإنما يبحث الرجل عن الاستقرار . 3- نعتقد عدم تزويج البنت من لا ترغبه حتى لا تقع في خلافات ترمي بأسبابها عليكم وتحمّلكم عاقبة النتائج وهذا هو التوجيه الشرعي وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ): أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: أَنْ تَسْكُتَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. أختي الكريمة : لابد ان نرضى بما قسم الله تعالى للإنسان بأن لا نتعجّل أمراً كان تأخيره خيراً لنا ونحن لا نعلم وأن نستأخر أمراً كان تقديمه خيراً لنا ونحن لا نعلم. وجميع الأمور مبدأها ومنتهاها إلى الله تعالى هو الذي يصرّفها كيف شاء سبحانه وتعالى. ختاما إذا رغبت في التواصل مع الجمعية للاستزادة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف الأسرية المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (920001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http كما نأمل الدخول إلى الرابط لقياس جودة الخدمة المقدّمة من الإرشاد الإليكتروني https: //goo.gl/froms/erzcjklklaavpz9f2 المستشار : أ. احمد مفرح الغامدي