عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الاخت الفاضلة وفقها الله . نرحب بك في برنامج الإرشاد الالكتروني بموقع جمعية المودة للتنمية الأسرية ، ونسأل الله تعالى أن تجدي فيه النفع والفائدة ، وأن يسدد أقوالنا وأعمالنا ، وييسر لنا تقديم ما فيه الخير لك ولجميع الإخوة والأخوات زوار هذا الموقع .. إن خوف الطفل من الأصوات المرتفعة يصاحبه تسارع في دقات القلب مع الشعور بالتوتر و أهم نقطة عند التعامل مع الطفل الخائف هي عدم الاستخفاف بخوفه بل إعطائه إحساس الأمان. فَلَو انطلق جرس إنذار الحريق بإمكانك أن تقولي لطفلك " إن صوت الجرس عالٍ حتى تتمكن من سماعه حتى لو كنت نائما و هو ضروري لكي تتنبه و تبتعد عن الحريق". و سيكون من الأفضل لو كان هناك مجال لإعلام الطفل بأن الصوت المرتفع قادم مثلا قبل عرض الألعاب النارية، فتستطيعين أن تقولي " سيبدأ العرض بعد قليل و سيكون الصوت مرتفعا، بإمكانك تغطية أذنيك و ستبقى بعيدا عنها و في أمان بجانبنا". كل ما يحتاجه الطفل هو طمأنته ليعلم أنه لن يصاب بأذى. بعض الأطفال لديهم حساسية عالية تجاه الأصوات المرتفعة لأن حاسة السمع لديهم تكون مرهفة بشدة، فما تستقبله أذن الشخص الطبيعي كصوت معتدل يستقبله الأطفال الحساسون كصوت عالٍ جدا. بالنسبة للخوف من الظلام فإن عدو الطفل الأول هو خياله الخصب الذي يجعله يفكر فيما قد يحدث له في الظلام. و للتغلب على خوفه بالإمكان تشجيعه للاستمتاع بالظلام عن طريق اللعب بالكشاف - عمل شخصيات و أشكال بالظل - قضاء ليلة في مشاهدة النجوم و محاولة التعرف على بعضها وتوضيح كيف أن النجوم تستخدم لمعرفة الاتجاهات - بعض ملصقات الأطفال أو ملابسهم و ألعابهم تنير في الظلام و يستمتع الأطفال كثيرا بهذه الأشياء. هناك حلول أخرى للتغلب على الخوف منها: ١- أن يتعلم الطفل أن يكرر لنفسه عبارات تشجيعية مثل "أنا قوي" ، "أنا في بيتي"، "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". ٢- محاولة التنفس بهدوء و عمق و يساعد على ذلك التدرب بنفخ فقاعات صابون و تذكير الطفل عند حدوث ما يخيفه بالتنفس و كأنه ينفخ فقاعات صابون. أو أن تقولي له "تنفس نفسا عميقا كأنك تشم رائحة وردة و أطلق الهواء من فمك كأنك تطفئ شمعة". ٣- تحويل الأفكار المضطربة أثناء الخوف إلى أفكار مغايرة مثل "فكر في لعبة كرة القدم" ، "تخيل أنك تقفز عاليا فوق السحاب". الخوف لدى الصغار لا يتحول إلى رهاب عندما يكبرون بل هو مؤقت باختلاف مخاوف الصغار. عندما يتعلم الطفل التغلب على مخاوفه أو السيطرة على انفعالاته عند حدوث الأمر المخيف فإن هذا الأمر يزيد من ثقته بنفسه، و كلما زادت ثقة الطفل بنفسه و شعر بالأمان زال عنه الخوف و القلق. ونسأل الله لكم التوفيق والسداد .