كيف أتعامل مع ابني المراهق ؟؟
الإستشارة
حرصت طوال عمري على تربية أبنائي بطريقة هادئة و صحيحة ، و كنت أظن أني نجحت في ذلك و دوما فخورة بهم و لكن ابني الأخير مراهق و بدأت بعد محاولات كثيرة أرى نفسي أقترب من الفشل و اليأس ، فهو بلا طموح تقريبا و متقلب المزاج و تنتابه حالات عنف شديدة فبفقد القدرة على السيطرة على غضبه مما يعرضه و يعرضني معه لمشاكل مدرسية عديدة كان آخرها طرده من المدرسة رغم أن الجميع معجب بشخصيته عندما يكون هادئا فهو يبدو حلو الحديث و مرح .. علاقته بوالده سيئة للغاية فوالده عصبي المزاج .. لا أأعرف ما الذي يجب علي فعله بعدما انقطع عن الصلاة رغم خوفه من الله .ماذا أفعل؟؟؟
الإجابة

عزيزتي الأم أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, كما أحيي فيك اهتمامك بتربية أبنائك و الحرص على تنشئتهم بطريقة سليمة. إن ما يحدث مع ابنك المراهق هو أمر طبيعي لمرحلته العمرية, فالعديد من المراهقين يمرون بتغيرات اجتماعية و عاطفية, و يختلف النمو الاجتماعي و العاطفي من مراهق لآخر تبعا لمحيطه, أصدقائه و تجاربه الخاصة, و هذه التغيرات تعلمك أن ابنك في طور تكوين الشخصية. بالنسبة للتغيرات الاجتماعية فهي تشمل: الاستقلالية, المسؤولية, البحث عن تجارب جديدة. هذه التغيرات تفسر بعض تصرفات ابنك فشعوره بالاستقلالية قد يسبب اصطدامه مع أبيه شديد العصبية, شعور ابنك بالمسؤولية و رغبته في دور قيادي قد يحسن العلاقة بينك و بينه, فبإمكانك أن تشعريه بأهمية دوره في المنزل و تعطيه بعض المسؤوليات التي تتناسب مع مرحلته العمرية. أما بالنسبة لرغبة المراهق في تجارب جديدة قد ينطوي ذلك على التعرض لبعض المخاطر مثل اللجوء للعنف لحل الاختلافات و مازال ابنك يتعلم كيفية السيطرة على انفعالاته, لا سيما و أن هناك احتمالا كبيرا بأنه تأثر من والده العصبي. إن جمعية المودة تقدم دورة مجانية بعنوان (إدارة الغضب في الأسرة) و يتم التسجيل فيها عن طريق الموقع الالكتروني و تقدم للسيدات و للرجال, أنصحك بتسجيل ابنك و زوجك في هذه الدورة. و بالنسبة للتغيرات العاطفية فهي تشمل: التقلبات المزاجية, التأثر كثيرا بمظهرهم الخارجي و إظهار عدم الاهتمام. كنتيجة لهذه التغيرات يفضل المراهق قضاء معظم أوقاته بعيدا عن أفراد الأسرة, يتجادل كثيرا مع الوالدين و يرى الأمور بطريقة مختلفة عنهم. و بالرغم من أنهم قد يتصرفون بطريقة خاطئة إلا أن القناعات المزروعة من الصغر لا تزال بداخلهم, و كما تفضلتي فإن ابنك يخاف الله لكنه لا يصلي, و دورك هنا يكون بتذكير ابنك بالصلاة كلما أمكن و تذكري قوله تعالى "وأمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها" و قد يساعدك كثيرا أن يصلي فروضه جماعة مع أبيه. بالنسبة لسلوكه الذي أدى لفصله من المدرسة فيجب أن يكون هناك عقاب رادع لسلوك ابنك عن طريق حرمانه من الكماليات و الميزات التي يتمتع بها حتى لا يكون بقاؤه في المنزل ممتعا و بمثابة إجازة له, بل معاقبته لمنع تكرار السلوك. و بالنسبة لانعدام طموحه فبإمكانك توضيح أهمية التعلم من أجل تكوين نفسه بحرمانه من المصروف و عدم تسديد فاتورة هاتفه مع السماح له بالعمل بدوام جزئي ليتمكن من الشعور بالمسؤولية و فهم أبعاد الموضوع, إن ابنك لن يشعر بقيمة عطاء والده إذا كانت رغباته مجابة في حين أنه عندما يبدأ العمل سيقبل على الدراسة من أجل تحسين وضعه. و أود أن أشير لأن جمعية المودة تقدم دورة رائعة بعنوان (المقومات السلوكية في التعامل مع المراهقين) و أنصحك بحضور الدورة عن طريق التسجيل فيها إلكترونيا من موقع الجمعية. رابط التسجيل في الدورات هو http://almawaddah.org.sa/activities في النهاية أسأل الله التوفيق لك و لابنك.