محبطة وعصبية
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فترة لاحظت عصبيتي و انفعالي زائد، مع العلم بأني لم أكن كذلك. تخرجت من الجامعة ومن بعدها جاني إحباط لعدم ايجادي لوظيفة، ثم صدمة عاطفية انهرت فيها انهيار تام .بعدها سافرت لوحدي فترة خارج البلاد تحسنت نفسيتي كثيراً . و عندما عُدت عُدت انسانة أخرى مختلفة هادئة ، اشياء كثير صرت أعرفها أحس إني اول مرة اسويها كأني اتولدت من جديد، أُحبطت مجدداً لم أجد وظيفة. انخطبت و فُسخت الخطوبة لأسباب عائلية .و بدأت نفسيتي تتعب و صرت عصبية و دائماً أصرخ و كل ما أقدم على اي شي في حياتي يفشل لدرجة صرت احس نفسي انسانة فاشلة. جربت اعمل مشروع فشل جربت ادرس ماجستير فشلت، جربت اسافر مرة أخرى و اشتري بيت فشلت جربت اكتشف موهبتي ما قدرت . والأن نفسيتي جداً محبطة الرجاء مساعدتي .
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : يسرنا أن نرحب بك أختي الكريمة في موقع الاستشارات الالكترونية بجمعية المودة للتنمية الأسرية ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك ، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت , وفي أي موضوع ، ونسعد بثقتك بنا وعلى إدراك المشكلة والبحث عن علاجها . نسأل الله أن يبارك فيك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به ، في البداية لقد اتخذت الطريق الصحيح حيث ان من أساسيات حل المشكلة الإحساس بها ، والبحث عن الحلول ، وقد شعرت بوجود مشكلة ، ثم بدأت البحث عن الحل المناسب إذاً أنت تخطيتِ 50% على الأقل من حل المشكلة وبإذن الله ستجدي الحل سواء هنا أو بأي طريقة كانت . عزيزتي : ماذا تريديني أن أقول.. عندما قرأت رسالتك شعرت بالضيق واليأس . تعرفين لماذا ؟ لأنه عندما يتحدث شخص أمامك بكل هذه السلبية فلابد أن تتضايقي .. فما بالك لو حدثت بها نفسك وعن نفسك فما تنتظرين غير الشعور بالفشل والإحباط .. مشكلتك الأساسية عزيزتي هي أنك تحدثين نفسك كل يوم بوعي ودون وعي : (أنا فاشلة.. لا نفع ولا فائدة .. لا مستقبل ولا حاضر ..) وهكذا عشرات التعليقات المحبطة والتي ستنتهي بشكل طبيعي إلى الشعور بعدم الثقة بالنفس ، والضيق والألم ، هذا الأسلوب لو اتبعه أي شخص فسيشعر تماماً بنفس المشاعر التي شعرت بها . اولاً لابد عليك معرفة الاسباب التي تؤدي الى سرعة انفعالك وغضبك ليسهل عليك حل المشكلة فقد يكون الغضب نتيجة لضغوط خارجية او الحاجة المادية او مشاكل مع المحيطين بك او نتيجة للبعد عن الدين او لعدم تعلمك وتدريبك على كيفية ضبط النفس وسيطرتك على انفعالاتك ، فيجب عليك معرفة الاسباب اولاً ومن ثم علاجها . تابعي معي النقاط التالية : أولاً: الخطوة الأولى التي أريدك أن تتبعيها هي أن تغيري حديثك مع نفسك.. افعلي كما أفعل أنا فعندما أستيقظ كل صباح أقف أمام المرآة وأقول لنفسي : (الحمد لله أنا بخير.. أنا بصحة جيدة.. هناك من الناس من يحبني ويقدرني .. رغم كل شيء أحب نفسي وأعتز بها..) وهكذا الكثير من الحديث الإيجابي الذي لا يضيع في الهواء بل يعود إلى الداخل ليغير في أعماقنا . ثانياً: أعتقد سيدتي أن أهم ما يجب أن تقومي به هو أن تحبي نفسك أكثر.. من المقولات الجميلة التي أحبها : (أحب الناس إلى نفسي من الأحياء هي نفسي ).. أن تحبي نفسك يعني أن تقبليها كما هي.. أن تثقي بها وتعتزي بها.. ثم تنطلقي لإصلاحها أكثر وأكثر.. ومن الوسائل المهمة لمساعدتك على ذلك هو القيام بأعمال يومية خيّرة صغيرة ، لا يقوم بها الناس عادةً ، كقيام ليلة أو صيام نهار أو الالتزام يوميا من قراءة القرآن أو الذكر ومن ذلك مساندة صديقة متضايقة او قريبه وبذل المدح والثناء للآخرين والتعاطف معهم وغير ذلك كثير.. إن البحر هو تجمع لقطرات الماء الصغيرة وكذلك الشخصية المميزة هي مجموعة من الإنجازات الصغيرة التي نفتخر بها داخل أنفسنا.. ستصبح مثل هذه الأفعال دليل يومي على أن نفسك تستحق كل الحب والامتنان. ثالثاً: تعلمين أن اليأس في قضية الزواج غير صحيح لأنها أمور مقسومة ولكني أؤكد على أن تهتمي بنفسك والأهم من ذلك أن تبرزي عناصر أخرى من الجمال في شخصيتك.. الأمر لا يتعلق بالمنظر فقط.. بل يتعلق بروح الفتاة وثقافتها وثقتها بنفسها وسلوكها المميز بين زميلاتها واقربائها .. هذا ما يجذب الانتباه للفتاة . أكرمي نفسك وهذا يعني أن تبعديها عن المواقف التي تحتقرينها فيها.. أي سلوك يقلل من احترامك لنفسك.. وتذكري أن عملية بناء نفس قوية رحلة تحتاج إلى المثابرة والوقت ، لكن لها طعماً رائعاً لا يعرف حلاوته إلا من تقدم في مراتبه .. رابعاً : حادثي نفسك كثيرا وكيف تغيري من نفسك إلى الأفضل ... ولا تحطمي نفسك بأنك لا تستطيعين الحصول على وظيفة او بناء مشروع ، ثقي بذاتك أكثر صدقيني عزيزتي أنا أثق تماما بأن لديك قدرات ومهارات رائعة جدا ولكن عليك باكتشاف نفسك وما أنت بارعة فيه لابد أن يكون لك شيئا تبرعين فيه وتبدعين في إنجازه فكري مرارا واسألي نفسك كثيرا ما هي المهارة التي أجيدها واعملي على تنميتها ... أختي الغالية ... طموح الإنسان الإيجابي تطوير ذاته للأفضل ، وأنت تتمنين أن تغيري من نفسك كثيرا لابد أن نكون مسؤولين عن أنفسنا وأعمالنا وحياتنا ولكي نتمكن من البدء في التغيير لابد أن يكون لدينا قوة وعزيمة وصبر ولابد أن يكون لدينا ثقة بأنفسنا وبقدراتنا ، وحتى نستطيع أن نتغير قد نحتاج إلى تغيير بعض مواقفنا أو سلوكنا وقد نحتاج تعلم مهارات جديدة وحينما نبدأ فعلا في مسار التغيير فيجب أن نستمر حتى نصل إلى ما نريد .. تذكري قول الله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) انظري إلى رحمات الله، الله أرحم بعباده من رحمة الأم بوليدها لا تيأسي عزيزتي وثقي بالله ، كوني مع الله وستسعدين .. فرزقنا مقسوم بين يدي الله ورضاءنا وقناعتنا بنعم الله هذا كمال الإيمان ... فأنت سيدة عقلك وقبطان سفينتك … أنت تتحكمي بحياتك ، وتستطيعي تحويل حياتك إلى تجربة من السعادة والصحة والنجاح بلا حدود.. أختي الغالية ..لا تنظري لنفسك إلا بكل قوة وثقة ضعي هذه النصيحة أمام عينيك أنت لست بفاشلة ولا تجعلي من اليأس ووساوس الشيطان تسيطر عليك أنت إنسانة مؤمنة بقدر الله تعالى .. ضعي قائمة واضحة لأهدافك واحتفظي بها في جميع الأوقات : عُودي إلى هذه القائمة في أغلب الأحيان و أخلقي عاطفة معينة حول كل هدف. واجعلي تحقيق هذه الأهداف نصب عينيك و لا تعطي أحدهم فرصة إقناعك بالعدول عنها ، فالناجحون هم أولئك الناس الذين يغـــلقون آذانهم عندما يخبرهم أحدهم أنهم لا يستطيعون إنجاز عمل ما... وذلك لأنهم ألغوا كلمة "لا تستطيع" من أذهانهم... المنطق يقول إذا فكرت في أشياء صغيرة ، فإن إنجازاتك ستكون كذلك..! فعليك إذن أن تفكري في أهداف أكبر و تعملي بتوقع أعمق نحو تلك النهاية المرجوة وستكونين مندهشة لإنجازاتك الكبيرة لاحقا..... عزيزتي ....علماء كثيرون كانوا فاشلون ورؤية الآخرين لهم كانت دونية رغم ذلك إنهم ليسوا بفاشلين إنما ناجحون لأنهم نظروا لذاتهم ووثقوا بقدراتهم وصنعوا النجاح بأنفسهم وأمثالهم توماس أديسون العالم الذي اخترع الكهرباء لم يتوقف أبدا عن التجربة و المحاولة حتى أضاءت جهوده في ذلك المصباح....أديسون لم يفهم عبارة (( انظروا كم مرة قد حاولت و فشلت!)) أو (( أنت لا تستطيع فعله..!!!)). فقد ثــــابر و استمر في المحاولة مرارا و تكرارا مدفوعا بالأمل ، فكان أكثر إدراكا من أي شخص آخر بأن النجاح يلــــــــي المثابرة.. خامساً :- اكسري اليأس بكلمات التفاؤل والفرح ...وكلما داهمك اليأس دعي الأمل يشرق في قلبك واصرخي بصوت عال انك سعيدة وليس للحزن مكان في قلبك ....ثقي بالله ثقة كبيرة وتوكلي على الله ومن توكل على الله فهو حسبه ، ابتسمي ... ودعي كل من حولك يبتسم لا جلك ...ابتسمي فأن في الابتسامة راحة وصحة ..ابتسمي ودعي الفرح ينعش روحك ...ابتسمي وتوكلي على الله وتفاءلي ...ابتسمي وتذكري أن بعد العسر يسرا ...عيشي كل لحظة من حياتك كأنها آخر لحظة لك في الحياة ...عيشي بالحب والأمل ...عيشي بالكفاح والتسامح وقدري قيمة الحياة .... وتذكري ليس السعيد في هذا العالم من ليس لديه مشاكل !....ولكن السعداء حقيقة هم أولئك الذين تعلموا كيف يعيشوا مع تلك الأشياء البسيطة....التي لديهم ويقتنعوا بها ، لا تفكري بالسوء اجعلي تفكيرك دوما بالإيجابية وتفاءلي بالحياة ، انظري لقول الله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) ولاشك أن الدنيا دار بلاء واختبار، وأن الله سبحانه وتعالى خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً ، وخير مرداً ، وأفضل كسباً وأن الله يبتلي عباده الصالحين والطالحين ، الصالحين ليرفع درجتهم ويعلي منزلتهم ، والطالحين ليطهرهم ويكفر سيئاتهم ، بل إن ابتلاءه لعباده المخلصين ورسله المقربين أشد : "أشد الناس بلاءً الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل" ، بل لقد جعل الله تجلت حكمته بلاءه في بعض الأحيان علامة من علامات حبه واصطفائه ، انظري لقول النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله إذا أحب قوماً ، ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط". ..فالمؤمن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس هذا إلا للمؤمن كما أخبر الصادق المصدوق... تأملي قول الله " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ ". عزيزتي أنا على ثقة تامة بأنك ذكية وقوية وراقية ولديك ثقة عالية بذاتك وستقدرين على ذلك لأنك رائعة ... قادرة على صنع النجاح لذاتك وعلى ثقة تامة انك ستنجزين أعمالك وتطوري ذاتك وتنمي قدراتك وستصلين إلى أعلى درجات النجاح وستحصلين على الوظيفة التي تحلمين بها بعد أن تتدربي على كل الخطوات التي لديك ... سادساً :- اليك بعض أساليب علاج العصبية أحيانًا قد يشعر الشخص بالراحة عند إخبار شخص آخر بالغضب ، وبحسب علم النفس فإنّ هذا الارتياح الذي يشعر به الشخص لا ينتج عن التنفيس عن العصبية ولكنه ينتج بسبب تحديد ومعرفة الظروف والأسباب المثيرة للغضب والعمل على إيجاد أساليب علاج العصبية ، والتي تتضمّن ما يأتي : التنفس بعمق : في حال شعورك بالغضب فمن الممكن للتنفّس العميق من الحجاب الحاجز وتكرار العملية أن تقلّلي من نسبة العصبية وإيقاف بعض الأفكار. النشاط البدني : من الممكن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كوسيلةٍ لتحسين الحالة المزاجية والتخلّص من التوتر والغضب . الاستراحة : من الضروري أخذ قسطًا من الراحة لفترةٍ قصيرة خلال اليوم عن لحظات من الهدوء عند الشعور بالإرهاق إذ إنها تساعد على الشعور بالتحسن والاستعداد للتعامل مع الأمور دون غضب أو عصبية . التفكير قبل الكلام : في لحظة العصبية من السهل أن يتفوّه الشخص بأشياء سيندم عليها لاحقًا ، لذلك يجب أخذ بضع لحظات لتجميع الأفكار قبل قول أي شيء وبالتالي سيسمح للآخرين المشاركين في الموقف التفكير أيضًا . استخدام الفكاهة : من أحد أساليب علاج العصبية هو استخدم الفكاهة والتي تساعد على التخفيف من التوتر ومواجهة الأمور التي تثير الغضب والعصبية . المسامحة والعفو : عادةً ما يشعر الشخص الغاضب بالذنب والظلم في حال سيطرة وتغلب المشاعر السلبية على المشاعر الإيجابية ، لذلك قد تكون المغفرة والتسامح مع شخص قام بإغضابك من أساليب علاج العصبية لأنها قد تساعد في السيطرة على العصبية وتقوي العلاقات مع الآخرين . معرفة الحلول : من الضروري إيجاد بعض الحلول الممكنة لحلّ المشكلة بدلّا من التركيز على الأمور التي تجعلك تشعري بالعصبية ، التي لن تحل أي شيء وقد تزيد الأمور سوءًا . التأمل : قد يفيد التأمل واليقظة على سيطرة وعلاج العصبية عن طريق تفكير وتحويل العقل بعيدًا عن غضب الموقف . الأنشطة الملهية : من الممكن للشخص ممارسة بعض أساليب الإلهاء للابتعاد عن المشكلة مثل قراءة قصص ايجابية أو الرسم ، أو الكتابة أو أخذ حمام مريح . اختي الفاضلة اذا احتجت الى مساعد اخرى لا تترددي بالاستعانة بالمختصين في جمعية المودة للتنمية الأسرية عن طريق الإتصال على الهاتف رقم : ( 920001421 ) أو حجز استشارة بالمقابلة عن بعد على الهاتف رقم : ( 920001426 ) وهي قائمة على مبدأ السرية التامة وختاماً نكرر شكرنا لك على ثقتك في جمعية المودة للتنمية الأسرية ، وتواصلك مع قسم الإستشارات الإليكترونية ، المستشار الأسري أ.خالد الزهراني