زوجتي واخلاقها
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

انا شاب حديث الزواج والان اكملت 9 اشهر من زواجي .. الحقيقة منذ بداية الزواج وحتى هذه اللحظة لم اشعر ان حياتي الجديده مستقرة وهادئة .. فلا يمر اسبوع او اسبوعين الا لابد ان يحدث بيني وبين زوجتي شجار .. فمع الاسف زوجتي انسانه حساسة جداً ولسانها طويل وفيها عناد غريب .. واكتشفت انها انسانة عقلها مليئ بالافكار السلبية عن الزواج .. فهي انسانه تكره فكرة قوامة الرجل وتعتبر طاعة الزوج ضعف للمرأه وان على المرأه ان تجعل زوجها يمشي خلفها ( قالت هذا الكلام حرفياً ) .. علماً اني انسان هادئ تماماً ولا احب المشاكل ومنذ بداية الزواج احاول ان اطبق مبدأ الحوار والتفاهم بهدوء .. لكنها ان سمعت رأيي في أي موضوع تبدأ تتحسس من الرأي وتفهمه انه ضدها وتسيئ الظن في نيتي .. ثم تبدأ هي اولاً برفع صوتها وتسئ الادب بالكلام .. واحياناً تستهزئ بطريقة كلامي والخ .. ردت فعلي انا في البداية بدأت بالنصيحه والتوجيه .. لاني كنت لا اريد الاستعجال بالحكم على اخلاقها وشخصيتها فقلت يمكن بسبب انها حديثة زواج يمكن انها لم تتعود على الحياة الجديدة ثم بعدما لاحظت ان ما ينفع معها هالشئ .. وان هذا طبعها وشخصيتها بدأت بالحزم ورفع الصوت عليها واحيانا اظل صامت اتجاهل وجودها .. بعدها تأتي الي مكسورة ومستحيه تعتذر مني .. فأقبل اعتذارها .. فتهدأ .. ثم ما يمر فترة الا تكرر نفس هالخطأ .. البنت ليست بصغيره فعمرها 29 سنة .. يعني من المفترض تكون عاقله وفاهمة .. ومتعلمه جامعية تخصصها شريعة اسلامية وتجتهد بحفظ القرآن الكريم .. فأستغرب جدا اخلاقها وأسلوبها من بنت مفترض يظهر منها الدين.. علماً بأني والله منذ بداية الزواج احترمها واحترم اهلها ولا اقصر معها في شئ سواء من اغراض بيت او سفريات او سوق .. حتى اذا رفعت صوتي عليها تكون والله العظيم دائماً هي السبب وهي البادئ فيها واحاول وانا ارفع صوتي عليها من باب تأديبها لا اكثر حتى انني لا اهنيها بالكلام اثناء غضبي ورغم ما قلته فيها من هذه الصفات الا انها مجتهده جداً في بيتها .. فهي دائماً حريصه على تنظيمة وترتيبه ونظافته .. كما انها حريصة على تلبية حاجاتي سواءً تنظيف ملابسي او الطبخ لي او حتى في الامور الحميمه .. اشهد لها انها ما تقصر في هذه الامور .. وتحاول ارضائي فيها كلها .. كذلك حريصة على مظهرها واناقتها ونظافتها امامي .. هذه هي ايجابيتها .. ولكن سلبياتها مع الاسف تجعلني انسى كل ما تقوم به .. فما الفائدة ان فقد الزوج احترامه في بيته !؟ اتمنى ان تنصحوني لاني بدأت من الان بالتفكير بشكل جاد بالانفصال حالما تفشل جميع محاولات الاصلاح التي سأقوم بها من الان .
الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نشكر لك ثقتك في الجمعية إن الحياة الزوجية هي ارتباط بين مختلفين في السلوك والطبائع والأخلاق والتنشئة الاجتماعية عموماً فحينما تتقابل مع أحد أصدقائك لأول مرة ليس كمن يقابله كل مرة فستكتشف من خلال الجلوس والذهاب والإياب معه صفات متعددة منها ماهو (من وجهة نظرك) أنه حسن وأخرى تعتقد أنها صفات أو عادات سيئة نشأ صديقك وتربى عليها فتأتي مهارتك في التعامل مع صديقك كما هو وربما تسعى لتغيير بعض صفاته السلبية لأخرى إيجابية هذا المثال بين الرجال فكيف بالإرتباط بين رجل وامرأة والذين أصلا هم مختلفين في صفاتهم وتفكيرهم وتعاملهم مع الأمور ومصداق لذلك قوله تعالى (وليس الذكر كالأنثى) فالاختلاف موجود ، ولكن كيف نتعامل أو ماهي قدراتنا للتعامل مع الآخرين المختلفين عنّا وخاصة المرأة وبالأخص حينما تكون الزوجة فحينما يرتبط الرجل بالمرأة فيبدأ كلاً منهما باكتشاف صفات الآخر وإذا رأى الزوج من زوجته بعض ما يكرهه من زوجته فيأتي التوجيه الرباني من الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) وثنّى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:" لايفرَكُ مؤمن مؤمنة إن كرِه منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر". وأنت بارك الله فيك ذكرت من الصفات الحسنة الشيء الكثير وهذا من حسن تعاملك مع زوجتك وأما ما ذكرته في سؤالك عن رفع صوتها أثناء الحوار والاستهزاء بكلامك وأنها تحمل أفكار مغلوطة عن التعامل بين الزوجين وعدم احترامه هي من المبادئ التي ربما اكتسبتها من خلال التربية والأحداث والمواقف التي شاهدَتْها في بيت أهلها حتى أصبحت صفات متأصلة فيها ، فلذلك لابد ان تتعامل وتتأقلم مع صفاتها أما إنها جامعية في تخصص شرعي وأنها تحفظ القرآن الكريم فهذا لا يعني أنها ستكون حاملة للصفات الحسنة فقط . لا بل يوجد تقصير ويحصل من البشر عموماً حتى وإن ارتفعت مكانتهم العلمية والاجتماعية فالزلل يحصل من الصغير والكبير والعالم والجاهل . واعلم ان الزوجة لابد أن تلبّي رغباتها العاطفية فهي تحب الشخص الذي يحنو عليها ويُقدّر مواهبها ويعطي أفكارها وعقلها الاهتمام حتى لو كان شكلياً فقط دون همز أو لمز أو تحقير أو تجريح حتى لو كان بالإشارة أو بأي تصرف يوحي لها بعدم تقديرها او احترامها ليس شرط أن يكون التصرف صريحاً فمن الواضح أنك تستطيع أن تملك لسانك عند الغضب وهذا جميل وأنك تبذل لها ما تستطيع وما تريد سواء لها أو لأهلها ولكن المرأة تريد المدح والثناء ونبع الحب من فم الزوج ، لماذا ؟ لأن الرجل غالباً وبطبيعته لايحتاج بعد سن النضج أن يعامل بالحب والعاطفة بل بالتقدير والاحترام وهذا الذي شعرت أنت بنقصه في أسرتك وهي أيضاً أكيد أنها شعرت بنفس الشعور فلابد أن تعاملها حسب تفكيرها واهتمامها بالدعم والتشجيع لأفكارها وجهدها وبذلها وربما يساورك شعور بأن هذه التصرفات تؤدي للتبعية للمرأة فأقول لك يقول الله تعالى( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر..الآية) وإليك صور من علاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بزوجاته فتجده أوَّل مَنْ يواسيها، يُكَفْكف دموعها، يُقَدِّر مشاعرها، لا يهزأ بكلماتها، يسمع شكواها، ويخفِّف أحزانها؛ فكان مثالاً يُحتذى، وقدوة حسنة يستفيد منها البيت المسلم على مرِّ القرون والأزمان؛ فعن أنس أنه قال: بلغ صفية(زوجة النبي صلى الله عليه وسلم) أن حفصة قالت: بنت يهودي. فبكت فدخل عليها النبي وهي تبكي، فقال لها: "مَا يُبْكِيكِ؟" فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي. فقال النبي : "إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟" ثم قال: "اتَّقِي اللهَ يَا حَفْصَةُ" و كما وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال رسول الله كزوج داخل بيته، فقد كان "يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ" . فكان تعامله مع زوجاته من منطلق الرحمة والحب، كما أنه تعامل أيضًا من منطلق أنه بشر مثل باقي البشر الأسوياء، الذين لا يَرَوْنَ غضاضة في مساعدة أزواجهم. ومن عظيم محبَّته لهن -رضي الله عنهن- أنه كان يشاركهن المأكل والمشرب من نفس الإناء، فعن عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت: "كُنْتُ أَشْرَبُ فَأُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ ، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ, وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فيَّ". وكان يخرج معهن للتنزُّه لزيادة أواصر المحبَّة، فيروي البخاري: "كَانَ النَّبِيُّ إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ". وكان كثيرًا ما يمتدح زوجاته، فها هو ذا رسول الله يمتدح عائشة -رضي الله عنها- قائلاً: "إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِعَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ". ورغم ما كان يجد النبي في بعض الأوقات من نسائه، إلاَّ أنه لم يضرب امرأة له قطُّ كما قالت عائشة رضي الله عنها: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ... بل كان يواسيها عند بكائها لأي سبب من الأسباب، فيُروى "أن صفية -رضي الله عنها- خرجت مع رسول الله في سفر، فأبطأت في المسير, فاستقبلها رسول الله وهي تبكي, وتقول: حملتني على بعير بطيء. فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها ويسكِّتها.... والناظر إلى سيرته يجد أن رسول الله كان يُقَدِّر أزواجه حقَّ التقدير، ويُولِيهم عناية فائقة ومحبَّة لائقة، فكان نِعْمَ الزوج . والمرأة تكره كثرة نقد الزوج لها فلذلك هي لاتستقبل نصائحك وتوجيهاتك إلا بإساءة الظن بقصدك فلا تفهمك حسب وجهة نظرك بل تحمل كلامك على غير محمله فتحصل مشكلة جديدة حين مناقشة بعض الأمور فمن الان لابد لك قبل أن تنقد أي تصرف لها أولا : تأكد منها لم فعلت ذلك التصرف .لأنه ربما تكون هناك بعض السلوكيات صدرت منها للأسباب معينة قد لا يدركها الرجل. ثانياً:اختر الوقت المناسب فلا تكن متعبة أو عندها العادة الشهرية فهو مما يجعلها متقلبة المزاج . ثالثاً : امدح السلوك الايجابي وقدم الشكر على بذلها وحسن إدارتها للأمور ،وقل لها: غير أن هناك ملاحظة بسيطة وتبدأ في الموضوع . قد يكون ذلك مما يساعدك على تجاوز إساءة الظن فكما ذكرت أن حوارك هادئ وهذا جيد ولايستدعي منك رفع الصوت فزوجتك بجوارك واحذر من الغضب والاستعجال بالرد فالأمر يحتاج لسعة صدر وفهم الأمر وتقديره فلا مانع من اختيار مكان الحوار وتغييره من فترة لأخرى ومن التجديد ألا تبدأ بالنقد إلا بعد حوار هادئ ولطيف.واحذر أيها المبارك من حب نفسك والابتعاد عن الزوجة فترات طويلة فإن هذا الأسلوب يؤدي مفعوله فترة مؤقتة وبعد ذلك يفقد تأثيره وقوته لأن الزوجة تعتاد بعد ذلك على أسلوب التطنيش ويصيبها ملل من كثرة الاعتذار بدون سبب مقنع فاترك هذا الأسلوب وقم بمواجهة الزوجة واصبر على تصرفاتها فالحياة إذا أمد الله في عمرك ليست سنتين أو ثلاثة بل أمد الدهر بإذن الله. أسأل الله تعالى لكما سعادة الدارين وأن يرزقكما الذرية الصالحة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين