والدي والزواج الثاني..
الإستشارة
أول شي أبوي متزوج أمي من تقريبا ٣٠ سنه ونحن عائلة الحمد لله مرتاحة ومبسوطة صحيح في مشاكل تصير بس يعني تصير بكل العوائل ابوي فاجأنا وارسل لنا وقال لنا انه بيتزوج وبلغنا باسلوب منرفز ما فاتح أمي بالموضوع, قال لنا كلنا سوى, علماً بأننا ما قصرنا مع ابوي وقايمين فيه ونحن بناته وامي مدلعينه ونموت فيه وهو يحبنا وعلاقتنا الحمد لله حلوه معه والحمد لله فينا الخير والبركة بنات واولاد بصراحة أمي بحاله تكسر الخاطر وابوي مبسوط وما عليه من احد علماً بأن زواجه باقي عليه اشهر بس امي منهاره وهي تشوف تجهيزاته واستعداداته وابوي مايكلمها.كلمته وقلت له أن اسلوبك منرفز وليه تفجع أمي وليه ما تراعيها ومافي داعي تسوي كذا وليه تسوي كذا ولماذا هذا الاسلوب قوي كذا ؟قال لي حقي وحياتي خلوكم زي ماانتم وأنا لن اقصر معكم بصراحه كان اسلوبه جداً قاسي لكن فكرة أن ابوي بيتزوج قويه, وما تحملناها علماً أن ابوي عنده اسلوب بالكلام ويعرف يناقش بس في هالموضوع ما كلمنا باسلوب كأننا اعداء له، كأننا مقصرين، إيش ممكن اسوي أنا واخواني وخواتي ؟
الإجابة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك تواصلك مع جمعية المودة للتنمية الأسرية برنامج الاستشارات الإليكتروني: أختي الكريمة إنَّ الزواجَ الثاني شديدُ الوَقْعِ على قلب الزوجة، وعامة النساء تكره أن يُشاركها في زوجِها امرأةٌ أخرى؛ ولذلك حرَّم الشرعُ الحنيفُ أن يجمعَ الرجل بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها؛ حتى لا تتقطعَ الأرحامُ، فهذا ليس موقفًا خاصًّا بك وحدك، إنما هو شعور نساء الدنيا؛ ولهذا لا تطيق المرأة مجرد سماع كلمة التعدُّد، فنحن نتصور الأزمة النفسية التي تمرون بها وخاصة الوالدة ، ولكن إن لم تستسلم الزوجة العاقلة لتلك الغيرة الفطرية، فستدرك أن التعدُّد في صالحها، وتستفيد منه؛ كما أنه في صالح الرجل، وهذا أمرٌ يحتاج منها لتأملٍ، فالرفض قد فات أوانه؛ فلا بد مِن الانتصار على الذات والأنانية، وحبِّ التملُّك لدى الزوجة، والذي يزداد بمرور الأيام، حتى تشعرَ الزوجة عند استشعار الخطر بأنَّ الحياة ستتوقف، وما هو إلا وَهْمٌ يُعظِّمه الشيطان، والمرأةُ لا تدري، فطبيعةُ الإنسان أنه صاحبُ إرادةٍ صلبةٍ، لو حاوَلَ التأقْلُم مع أي وضعٍ سينجح بإذن الله، وسيهون الأمر، خاصةً وأن الزواج الثاني ليس بالشيء المحرَّم، كما هو مَعلوم. فدعوا المعارَضة، ولتنتقل الوالدة لموقعٍ أسمى؛ يحفظ مكانتها في قلب زوجها، ولتحرص على أن تظل على رأس اهتمامات زوجها، وصاحبة النصيب الأوفر في سُلَّم أولوياته؛ لأنها الأصل، والحبيب الأول، وأم الأولاد، والعِشْرَةُ القديمة لا بد وأنها قد تأصَّلَتْ في نفس زوجها، ولا يمكن نسيانها بسهولةٍ؛ لذا أرى أن تقبلوا هذا الواقع، ولها أن تشترط عليه شُروطًا معقولةً ومَشْروعةً، وفي الوقت نفسه تُحافظ على مستوى اهتمامها بنفسها وبزوجها، بل وتزيد في ذلك، ولا يدفعها الحزن أو الهمُّ إلى إهمال نفسها وترْك التزيُّن، والاستعداد لاستقبال زوجها، بل تكون على مستوى عالٍ مِن الاستعداد والأناقة والنظافة وحُسن العشرة مما يجعلها فوق الكل وإن تَزَوَّجَ زوجُها كل يومٍ زوجةً، ولا تنسَ أنها صاحبة البيت، فلا يغلبها الوارد الغريب، وعليكم بالدعاء. أختي الكريمة : أقترح عليكم أن تبقى علاقتكم لوالدكم كما هي من الحب والبر به فهو باب من أبواب الجنة ويهمكم ما يسعده ويرضيه ولا يغلبنكم التعاطف مع الوالدة ويكون هناك طريق لعقوقه من حيث لاتشعرون وانتم لا تقصدون ذلك طبعاً . لابد ان تحافظوا على مشاعركم تجاه الوالدة بالوقوف عندها وطمأنتها بأنكم بجوارها ولن تتخلوا عنها والحقيقة ان الوالدة تريد من يعطف عليها ويواسيها لا أن تثنوا والدكم فهو كما ذكر لكم انه قراره وحده ولا يملك احد ان يمنعه ما لم يكن هذا الزواج ذريعة لأن يوقع الضرر على زوجته الأولى فيقوم بإهمال حقوقها ولا يقوم بالواجبات التي عليه بسبب أنه متزوج الشرع لا ينظر له في هذا فعليه الحقوق والواجبات مضاعفة وهو بلا شك يدرك ذلك . أختي الكريمة: العدل بين الزوجات هو واجب وفرض على الرجل، وتوعد الله تبارك وتعالى مَن لا يعدل بين نسائه بالوعيد الشديد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت لَهُ امرأتانِ، يميلُ معَ إحداهما على الأخرى، جاءَ يومَ القيامةِ وأحدُ شقَّيْهِ ساقطٌ) [ صحيح]، وهذا دليل قطعي على حرمة الميل لواحدة على حساب الأخرى ما لم تسمح بذلك. معنى العدل في النفقة والكسوة : أن ينفق عليهن على قدر الوسع والطاقة . وقال ابن القيم رحمه الله :وكان يقسم صلى الله عليه وسلم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة …." زاد المعاد " ( 1 / 151 ) . وأما ما عدا ذلك فلا يضره أن لا يعدل بينهن ، كأن يهدي لواحدة منهن هدية ، أو يميل قلبه إلى واحدة منهن ، أو يكسوها فوق الواجب عليه ، أو يجامع واحدة أكثر من غيرها دون قصد الإضرار بغيرها ، فإن عدل كان أفضل . وقال الحافظ ابن حجر : فإذا وفَّى لكل واحدة منهن كسوتها ونفقتها والإيواء إليها : لم يضرَّه ما زاد على ذلك من ميل قلب أو تبرع بتحفة " فتح الباري " ( 9 / 391 ) وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "القول الصحيح في العدل بين الزوجات : أنه يجب على الزوج أن يعدل بينهن في كل ما يمكنه العدل فيه ، سواءٌ من الهدايا أو النفقات ، بل وحتى الجماع إن قدر : يجب عليه أن يعدل فيه " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (10/252).وعليه : فينصح الزوج بمراعاة ذلك في الهدايا ونحوها . وأما النفقة، فلكل واحدة ما تحتاجه، فقد تحتاج إحداهن ما لا تحتاجه الأخرى. والمستحب له ، بالاتفاق : أن يسوي بينهما في الهبات، لظواهر النصوص الآمرة بالعدل، وخروجا من خلاف من أوجب ذلك، وهو قول قوي ظاهر كما تقدم. ، و المسألة تحتاج منكم إلى صبر و مجاهدة وأخيراً نشكركم على ثقتكم بجمعية المودة ونتمنى لكم العون والسداد.