الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد المسترشد الكريم حفظك الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته * نشكر لك ثقتك بموقع جمعية المودة للاستشارات الإلكترونية ، ونسأل الله تعالى لك النفع والفائدة . ** المشكلة : مواقع التواصل الاجتماعي -- أخي الكريم نشكر لك طرح مثل هذا الموضوع وإثارته وهو أصبح شغلا شاغلا في الحياة الأسرية . @ التوضيح : ^^ إن شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها أضحت وسيلة هامة لدى أفراد المجتمع ، وبين ايجابياتها وسلبياتها اتفاق واختلاف ، إلا أن ما أحدثته من توتر في العلاقات الأسرية بين الأباء والأبناء وبين الأزواج يعد علامة فارقة من مساوئها . ^^ أخي الكريم بالبحث في الأسباب المؤدية لعكوف النساء خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وُجِدَ أن من أهم الأسباب ذلك ، ما يلي : - أنها تُعد وسيلة جيدة للتعبير عن ذواتهن وإبداء أرائهن بحرية تامة ودون قيود اجتماعية . - أنها تُعد وسيلة لتبادل الاراء والخبرات واكتساب المعرفة بأيسر الطرق بغض النظر عن جودتها . - وسيلة للخروج من دائرة الفراغ والوحدة التي يشعرن بها في ظل انشغال الأزواج عنهن . ** وبالتالي نجد أن الزوجة تسعى من خلال تلك الوسائل إلى تأسيس حياة جديدة ومتنوعة ومتجددة في عالم التواصل الاجتماعي هربًا من واقعها الذي لا تجد فيه ما يُشبع احتياجها للتعبير عن نفسها وأرائها والشعور بكيانها . @ التوجيه : ( أ ) : وسائل التواصل الاجتماعي أخي الحبيب حفظك الله ، إن زوجتك وهي تتعامل مع هذه البرامج لاتتعمد التمرد أو العناد أو التقصير ولكنها بحثت عن نفسها في تلك البرامج حتى أصبحت كيانًا وعالمًا خاصًا لها ، وهنا لإعادة مسار الحياة الزوجية نوصي بالآتي : أولًا : للسيطرة على الموقف - لاتنتقدها فيما تنتهجه من اهتمام بتلك البرامج ، حتى لاتزيد الفجوة بينكما . - أحرص على تخصيص وقت للحوار معها في موضوعاتها التي تكتبها في هذه البرامج وما أكتسبته من خبرات جديدة من خلالها . - أمنحها الفرصة للتعبير عن أرائها تجاه القضايا التي تهمها وتحرص على متابعتها ، وأبد إعجابك بفكرها وتفاجئُك بما تمتلكه من فكر . - أطلب منها أن تريك بعض مقالاتها ومشاركاتها وردودها وأبد إعجابك بها وأثن عليها . ثانيًا : إحلال الحوار الزواجي والتواصل الأسري محل وسائل التواصل الاجتماعي . - أقترح عليها الخروج ليوم كامل في نزهه والتفرغ لبعضكما بعيدًا عن الأعباء المهنية والاجتماعية والأسرية . - أتفقا على عدم التعامل مع رسائل الجوال ( نصية / واتس أب ) - وعدم زيارة صفحات وسائل التواصل الاجتماعي خلال ذلك اليوم . - استمتعا بيومكما في كل جوانبه : العاطفية ، الثقافية ، ذكريات الطفولة الجميلة ، المواقف الحياتية التي مرت بكما في منزل الوالدين / المدرسة / الحي /.... ، - إبداء معها الحديث الدافئ حول ايجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة على حياة الفرد ، الأسرة ثم المجتمع . موضحًا أن من أهم مساوئها أنها سلبت الأسرة لحظات الاجتماع الدافئة وأن الزوجين شريكان في التقصير في الترابط الأسري والتواصل الاجتماعي بينهما . - اتفقا معًا على تنظيم الأسبوع الأسري بين الاجتماع الأسري ، العمل ، الزيارات الاجتماعية ، الترفيه المنزلي ، والترفيه الخارجي ، ساعات متابعة وسائل التواصل الاجتماعي ( مبديًا تأييدك لها على أن لا تكون شغلًا شاغلاً لأي منكما عن الآخر ) ،وتنظيم أوقات مراجعة رسائل الواتس أب والإطلاع عليها . ( ب ) : التغيرات التي طرأت على زوجتك : قد يكون من مسببات تلك التغيرات التي لم تُحدد منها سوى طريقة لبس العباءة ، هو انشغالها بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، وقد تم بيان التوصيات حولها . ** وفيما يتعلق بلبسها للعباءة ، فهذا نوصي بالتواصل مع الإفتاء لبيان حكم الطريقة المُتبعة ، وكيفية توجيه المرأة للطريقة الصحيحة لارتدائها ، مراعيًا اتباع أسلوب حوار هادئ يسوده المحبة والاحترام . ( ج ) : اسلوب الشدة الذي تسأل عنه لن يولد إلا الفرقه ويزيد الفجوة بينكما ، وقد بينا الأسلوب الذي تتبعه في عرض هذه الاستشارة . *** ونوصي هنا برفع مستوى الوعي في : الحوار الزواجي ، قيادة الأسرة ، حل المشكلات ، وهناك العديد من الكتب والتسجيلات التي تتحدث عن تلك الموضوعات ، كما أقترح عليك التسجيل في الدورات التي تقيمها الجمعية من خلال الرابط التالي: http://almawaddah.org.sa/activities. مع تمنياتي لك بحياة زوجية مستقرة ،،،