يقولون خليك ثقيل !!
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا شاب مملكت على بنت عمي والحمدلله تمت الامور وبيننا اشياء مشتركه كثير والحمدلله، المهم اللي حوليا صارو ينصحوني يقولو اثقل وخليك رزين مع العلم اني معرف اش فايدة الثقل ووانتبه تصير خفيف ومن هذا الكلام. فيه ناس ثانيين يقولو لا خليك على طبيعتك معاها ولا تتصنع شي عشان ماتنصدم منك بعد الزواج. انا شخصيتي عفويه ولو فكرت اصير ثقيل مااعرف ولو ابغا اصير على طبيعتي برضو معرف خصوصاً اننا لسا ملكنا قبل اسبوع من اليوم. الاستشاره كالتالي: كيف اتعامل مع الانسانه وايش لازم يكون الاسلوب ؟ وهل فعلاً لازم اكون ثقييل؟ ماني عارف كيف اتكلم معاها ابغا الحل.

دمتم بخير،،
الإجابة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نشكر لك ثقتك بالجمعية الزواج من نعم الله العظيمة بل هو من آياته الدالة على عظمته وقدرته فقال سبحانه (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم آية 21. وقد حث عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن مسعود قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء } وقد سمّى الله تعالى هذا الزواج بالميثاق الغليظ لقوله تعالى (وأخذن منكم ميثاقا غليظاً)النساء21 فالحمدلله أن هيّأ لك هذا الأمر فكم من شباب مقتدرين ويبحثون عن الزوجة المناسبة فلم يجدوا وآخرين لم يستطع الواحد منهم إكمال مشروع زواجه لكثرة التكاليف وآخرين ..وآخرين فالحمدلله أولا وآخرا. ثم اعلم ايها المبارك أن الحياة الزوجية أوسع وأشمل من هذه الفترة التي هي أجمل فتراتها حيث أنها تتميز بالتعارف والاكتشاف لشخصية جديدة ترغب انت بالارتباط بها ورضيت الفتاة بك شريكاً لإكمال حياتكما مع بعضكما بإذن الله ورغم أنها من أجمل الفترات إلا أنها في نفس الوقت من أهمها فإن تجاوزتما هذه المرحلة فبإذن الله تكون حياتكما في سعادة ولكن هناك أمور يجب التنبه لها في هذه الفترة خاصة لتسير على ما يرام : 1- احذر من ان تُدخل أهلك وأسرتك في حياتكم الزوجية ، صحيح انهم أهلك وصلة رحِمك ولا تَنفكُّ عن البرّ بهم والإحسان إليهم ولكن لا يحسن بك أن تدخلهم في كل أمر صغير أو كبير في حياتكم الزوجية فهذه حياتك الخاصة انت المتحكِّم والمتصرِّف فيها حسب ما تراه انت لا ما يراه الآخرون فقد يتدخل أحدهم بحجة أنك مبتدىء في الحياة وقد لاتدرك بعض الأمور فتفتح له الباب فلا تستطيع إغلاقه بعد ذلك فتصبحُ غير قادر على التحكم في حياتك وتجد الاخرين هم من يُديرون حياتك وتتعب نفسك وزوجتك فلا تستطيعا إتخاذ أي قرار، والاستشارة لابأس بها ولكن في حدود المعقول وتنتقي من تستشير وهذا الكلام ينطبق أيضا على الزوجة وهنّ أكثر من يُدخلن أقاربهُنّ في حياتهم وخصوصياتهم نظرا لضعفهن وحاجتهن لمن يقف معهن ممن تثق به سواء من صديقاتها من أصحاب الخبرة أو قريباتها فتقوم بتطبيق الرأي الذي قيل لها بكل جزئياته مما قد لا يناسب حياتها فتبدأ الخلافات والنزاعات في ذلك بين الزوجين فاحرصا على ألا تدخلا أحدا في حياتكما. 2- حاول أن تحسن علاقة زوجتك بأهلك وخاصة أمك واحرص على تحسين علاقتك باهل الزوجة فكثير من المشكلات والخلافات بين الزوجين يكون تأثيرها الأساسي ومنبعها من اهل الزوجين نظراً لسوء تفاهم حصل بينهم او موقفٍ ما جعل العلاقة تَتوتّر بينهم،فليكُنْ عشّ الزوجية حِصناً منيعاً أمام الخلافات التي لا دخل لكم بها فعلاقتك بزوجتك تكون على ما يرام فتسوء نظراً لأن أم الزوج غضبت من أم الزوجة في موقف أو مناسبة معينة ، ولتعلم أن كثيراً من الأزواج يتعب في هذه الفترة لأن الأمور اختلطت عليه لأنه أصبح لا يدري يُرضي من ؟ هل يرضي زوجته أم أمّه أم أم الزوجة ؟ فتجده إذا لم يكن منصفاً ينحاز لأمه ويغضب ويقف في طريق كل من يريد إغضابها .!! وهذا بلا شك غير صحيح لأنها ربما هي التي أخطأت أو تصرفت بشكل غير لائق فتغضب من الزوجة وأمها فتنتقد الزوجة امام الزوج وتشكو له ما فعلت ، فتخرب بيوت بسبب هذه التصرفات بل الصحيح أن تستمع لوالدتك ما لديها من ملاحظات على الزوجة وتَعِدُها بأنك ستقوم بالواجب وتمتصّ غضبها ، واعلم أنه قد يكون من أسباب غضب أمك هو غيرتها من زوجتك فتشعر الأم أن الزوجة قد اختطفت ابنها من بين يديها . فلابد من الرجل ان ينتبه لتصرفاته وسلوكياته فلا يقدّم الزوجة على أمه بل يحرص أن يرضي الطرفين بما لا يحصل معه الخلل في العلاقات. 3- احذر من نقل الكلام بين أهلك وزوجتك ولتحذر أيضا الزوجة من نقل الكلام بينك وبين أهلها فكم من بيوت خرِبت وتفكك أفرادها بسبب نقل الكلام عن بعض لا شعورياً وربما بدون قصد أحياناً فتحصل الكارثة فمهما سمعت عن زوجتك عند اهلك من سوء الصفات فلا تنقل لها إلا الطيب من القول والثناء والمديح وامدحها عند أهلك ولتسمع هي بذلك ليعلم أهلك أنك في سعادة مادامت هذه الزوجة في حياتك وروى مسلمٌ في صحيحه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلَّم, قالت: ((أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلَّم فاطمة بنت رسول الله إلى رسول الله، فاستأذنت عليه وهو مضطجعٌ، فأذن لها، فقالت: يا رسول الله, إن أزواجك أرسلنني إليك, يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة, وأنا ساكتة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلَّم: أي بنيَّة! ألستِ تحبين ما أحب؟ فأحبي هذه وأشار إلى زوجته رضي الله عن الجميع. فالشاهد من القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتردد في بيان حبه أمام أهله وأقاربه. 4- هذه الفترة تعتبر فترة اختبار لكلا الطرفين فكل منهما يود اختبار الآخر في سلوكياته وطريقة أخذه للأمور فلابد على الزوجين أن يكونا على طبيعتهما التي خلقهما الله عليها ونشأ عليها، ولكن الأهم من ذلك هو تقبل الطرف الآخر فلا شك أن هناك بعض الصفات لم يتعود عليها من شريك الحياة بل ربما لا يحبها أن تصدر منه فيأتي هنا معنى التقبُّل لشريك الحياة ومع الوقت تستطيع ان تُغيِّر من بعض الصفات التي يمكن ان تتغيّر، وأما التي لا يمكن تغييرها فعليك بالتعايش معها فالزمن كفيل بتغييرها. 5- جميل ان تتحدثا في هذه الفترة عن عِشّ الزوجية وكيف يتم تهيئته من أثاث وترتيب ويمكن ان تُشعرها بالاهتمام والتقدير بأن تستشيرها في تجهيز أثاث المنزل ومما يمكن في هذا الباب أن تقوم بتصوير الأثاث واخذ رأيها فيه بإرسال صورته وهذا مما يزيد العلاقة بينكما ارتباطا . 6- هذه الفترة ذهبية وتحلو فيها الزيارات لأهل الزوجة وتوثيق العلاقة معهم ويحسن بك ان تحضر لزوجتك بعض الهدايا التي تتألف بها قلبها. 7- لتكن فترات الاتصال متنوعة حسب الظروف فمرة في المساء واخرى في الصباح ولتكن بين فترة وأخرى فلا تكن الاتصالات يومية ولا متباعدة ولتكن متنوعة في طريقة التواصل فمرة بالجوال وأخرى بالبريد الإليكتروني وأخرى بمواقع التواصل . 8- احذر من الوساوس التي يسعى الشيطان لقذفها في نفوس الأزواج الجدد فتقول مثلا: لماذا لم تتصل بي؟ - لماذا لم ترد علي ؟ هل هي زعلانة مني ؟ ونحوها من العبارات التي لا طائل منها في هذه الفترة بالذات فكن على ثقة بالله تعالى أن طريقك ميسور وسهل برحمة الله تعالى لأنك طرقت الباب الحلال الذي شرعه رب العالمين. أسأل الله تعالى أن يوفق بينكما وييسر أمركما ويرزقكما الذرية الصالحة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.