طليقي يطلب الرجوع
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنا مطلقة من سنة وأربعة أشهر لدي طفله عمرها ٥ سنوات انفصلت بعد زواج دام ٧ سنوات . . أسباب الطلاق كانت كثيرة لكن ابرزها . . اختلاف اهتمامات الحياة . . حب التملك والغيرة . . الأمور المالية ونمط المعيشة . اتصل طليقي يطلب الرجوع بإصرار يقول انه تغير رغم اني متيقنة إنه ما في شخص يتغير خصوصاً أن هذه شخصيته، يظلم ويمثل ثم يعيش دور مختلف على شأني . أنا مقتنعة تماماً أن الانفصال خير له ولي بس ما هو لبنتي . الأسباب ممكن تخليني ارجع . . بنتي تتربى بيننا . . حبه لي واهتمامه فيني صادق جدا . مع وضع شروط ممكن تعدل او تخفف من أسباب الانفصال . لكن سؤالي هل هذه أسباب كافية ولا زواجنا محكوم بالفشل؟
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنار الله قلبك اختي الفاضلة بتقواه ورفع نور اليقين والخشية في قلبك وقواه .اسأل الله أن يختار لك ماعلم سبحانه لك في علم الغيب أنه خير لك أشكرك على ثقتك بجمعية المودة وأن يسر الله لك طلب الاستشارة منها ومعرفة الجواب الصحيح وبحول الله نرشدك إلى القول الفصل فيما تريدينه وترغبين في معرفته أختي الفاضلة .اعلمي بادئ ذي بدء أنه يقول الله في كتابه الكريم قال تعالى : ( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) كثير مايرى الانسان من وجهة نظره القاصرة أن مايفعله هو الخير له فأنت تعتقدين أن ابتعادك عن زوجك وبقاء الانفصال كما هو كما قلت (ليس خير لي فقط بل خير لابنتي ) تعتقدين أنه خير لك ولابنتك هذا في نظرك وقد تكون وجهة نظرك صحيحة بسبب ماكان من معاناة في حياتك السابقة .ولكن طالما طالب برجوعك له ثقي بالله وتأملي به خير واعطيه فرصة لتصديقه أنه تغير مع أنك قلت أن شخصيته صعبة أن تتغير .نعم عزيزتي لا أخالفك الرأي أصعب مايصعب تغييره في الحياة هي شخصيات وطباع الناس لكن ذلك ليس على الله ببعيد فلربما وباذن الله يكون فعلا صادقاً فيما يقول لربما قارن بين حياته بينك وبين ابنتكما وبين انفصاله ورأى الشتات والوحدة عن ما كان يحلم به سابقاً من الاجتماع والود والمحبة والتنظيم وراجع نفسه ورأى أنه المخطئ فالشخص قبل أن يتزوج يكون ملك نفسه لكن بعد زواجه يرى أنه مسؤول عن نفسه وعن غيره ويتبرمج على ذلك ومن الصعب جدا أن يعزل نفسه عن هذا الواقع ويرى أن لايستطيع أن يعيش بمفرده كما كان سابقاً ويحتاج من يأنس له ويهتم به. امنحيه عزيزتي مزيداً من الوقت لاثبات تغيره لك .وقد تظنين أن الانفصال خير لك ولابنتك مقارنة ربما بالمشاكل التي عايشتيها من قبل مع زوجك ولابد أن تعلمي أنه كلما تخلو حياة من المشاكل فالحياة الزوجية لابد أن تعتريها المشكلات لتستقر الحياة ويتضح لكل طرف مايريده الطرف الآخر فيفعله وما لا يريده فيجتنبه لأن كل منهما أتى من بيئة مختلفة وهذا ما لا نعطيه أهمية لا بد من التضحية والصبر والتحمل ومعرفة شخصية الطرف الآخر والتعايش معها والصبر عليها وتوجيهها نحو الصواب والحق بالحسنى واللطف قال صلى الله عليه وسلم :( الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ ) ولتعلمي علم يقين أن ابنتك لن تتحقق تربيتها النفسية والعاطفية والجسدية إلا بين أمها ووالدها مهما كانت الأحوال .ولتعلمي عزيزتي أن أسعد لحظة على الشيطان في حياته هو التفريق بين الزوجين فلا تعطيه الفرصة لذلك اطلاقا .وتحملي زوجك فهو بحاجة لمن يعينه ويتجاهل اخطاؤه وتحمليها لمصلحتكم جميعا أنت ووهو وابنتكما ووجهيه بالحسنى . وليس معنى ذلك التنازل عن حقوقك وكرامتك . ولكن ما أقصده عدم التدقيق في الأخطاء والمحاسبة الدقيقة فإن كان من الأمور البسيطة تجاهليها وكأن شيئا لم يكن تماما قال أحد السلف رحمه الله :( تسعة أعشار الخلق في التغافل )بمعنى التجاهل عن الأمور التافهة البسيطة التي لو أعطيناها فوق قيمتها لأنهت الحياة . كذلك خذي نفس عميق مع نفسك ولتكن لك خلوة بنفسك واسألي نفسك هل كل مافي هي أمور يرضاها زوجي في شخصيتي .! لربما كان هناك خلل في أمور تحتاجي أن تغيريها في نفسك وهي السبب في بعض المشاكل أو عدم الاستقرار بينكما وخذي ورقة وقلم وسجلي ماترينه يحتاج تغيير فيك وكذلك ورقة وقلم واكتبي أروع الإيجابيات في زوجك ووالد ابنتك مقارنة ما فيه من صفات كانت سبب لطلاقكما فقل ما تجدي إنسان إلا وفيه الخير فما بالك لو كان شريك حياتك ولا مانع بعد عودتكما سوياً وعودة المياه لمجاريها أن تذهبا سويا إلى الدورات المتخصصة لجمعية المودة لتحضراها وكذلك أن تقرأي في النت في المواقع لكل مايقوي علاقتكما ببعض ويثبتها ويجعلها تستمر بحول الله اسال الله أن يصلح لك حالك ويجمع بينك وبين زوجك وابنتك بخير وان يوفقك لكل ماهو خير بفضله ورحمته.ونفيدكم بأن ( جمعية المودة للتنمية الأسرية ) تقدم خدمة الاستشارات الأسرية عن طريق الاستشارات الحضورية  ، وكذلك استشارات هاتفية، وذلك على أيدي مستشارين أسريين متخصصين ذوي خبرة ومهنية وكفاءة عالية، وهي قائمة على مبدأ السرية التامة، وذلك عن طريق الاتصال على الهاتف رقم: ( ٩٢٠٠٠١٤٢١) أو الاستشارة بالمقابلة على الهاتف رقم : (٩٢٠٠٠١٤٢٦)، وكذلك تعقد جمعية مودة دورات وبرامج تهتم بالأسر وبالعلاقات بين الأزواج والأبناء للجنسين، وللاستفادة منها والتسجيل بها من خلال الرابط //:almawaddah.org.sa/activities