عصبيتي على اطفالي
الإستشارة
أنا عندي ثلاثة أطفال حركتهم كثيرة واصواتهم عالية ودائماً اصارخ عليهم واتعامل معهم بصوت عالي ،ازعل لما اشوفهم يتعاملون مع بعض بطريقة الصراخ والضرب بس أنا السبب لأن هذا تعاملي واعرف إني غلطانه بس عجزت اغير من نفسي كل يوم اقول هذا اخر يوم وارجع تعبت ونفسيتي تعبت واعرف تربيتي غلط بس ماني عارفة ولا قادرة. أفيدوني كيف اتعامل معهم؟
الإجابة

أختي الكريمة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, كما أحيي فيك حرصك و اهتمامك بأسرتك و أسأل الله أن يحفظك و إياهم من كل مكروه. في البداية, أود أن أطمئنك بأن الغضب هو شعور طبيعي عندما يتم التعامل معه بطريقة ملائمة. جميعنا نشعر بالغضب من وقت لآخر, لكن هذا الشعور قد يدفعنا لقول أو عمل أمور نندم عليها لاحقا. الغضب قد يقلل أو يمنع ردة الفعل المناسبة. لذا, فإن التحكم بالغضب لا يكون بكتم الشعور في حد ذاته, لكنه يركز على معرفة الأسباب التي تجعلك تغضبين و كيفية التعبير عن مشاعرك و غضبك بطريقة هادئة و عملية. إن لديك تصرفات مكتسبة تعلمتيها خلال مراحل حياتك لكيفية التعامل مع المشاعر القوية, و عليك أن تتعلمي طرقا أكثر إيجابية للتعامل مع مشكلتك, و الأمر ليس مستحيلا فالعلم بالتعلم و الحلم بالتحلم. كبداية أنصحك بتثقيف نفسك بالقراءة عن طرق التحكم بالغضب واستخدام العلاج النبوي للتصرف عند الغضب و منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع). عليك أن تتجنبي كبت الغضب, و لكن اسعي لفهم أسباب الغضب و طرق تعاملك معه, و جدي طرقا إيجابية لإزالة الجوانب السلبية لغضبك. و سأعطيك بعض الطرق التي تساعدك في التخلص من المشاعر السلبية: 1- المواظبة على الرياضة مهمة لأن جسمك عندما تشعرين بالغضب يفرز هرموني الأدرينالين و الكورتيزول و ممارسة الرياضة بشكل مستمر يساعد جسمك على التحكم بمستويات هذه الهرمونات مما يقلل إحساسك بالغضب. 2- الحصول على قدر كافي من النوم ضروري جدا, فالحصول على 8 ساعات من النوم في الليل يساعدك على الاستيقاظ بنفسية متجددة و براحة و هدوء. 3- خططي للمحادثات الصعبة, فلو أردت التفاهم مع زوجك بشأن أمر مهم و أنت تعلمين أن التحدث في هذا الموضوع من أسباب انفجارك عند الغضب, فعليك التدرب على المحادثة قبل حدوثها. أكتبي النقاط التي تودين مناقشتها بصورة رؤوس أقلام و تمرني على قولها بطريقة هادئة. هذه الطريقة ستساعدك كثيرا خاصة لو احتفظتي بالورقة التي بها ملاحظاتك أثناء الحديث. 4- انتظري حتى تهدئي و عبري عن نفسك بطريقة تساعد الآخرين على فهمك بشكل أفضل. 5- تقبلي الآخرين من حولك كما هم, فكل شخص مختلف عن الآخر و لن يكون الناس من حولك بالصورة المثالية التي تريدينها. عدم رضاك المستمر عن تصرفات الآخرين من حولك قد تكون من أسباب الغضب الشديد لديك, فاحرصي على تقبل الآخرين بعيوبهم و عدم حمل ضغينة ضد الأشخاص الموجودين في دائرة علاقاتك المقربة و لا البعيدة. 6- من السهل الاستهزاء بالآخرين و استعمال ألفاظ قاسية عند الغضب. قاومي هذا الأمر باستخدام المرح لكسر حدة الغضب أثناء المواقف الصعبة, فالمرح سيحسن مزاجك و يقلل درجة استفزازك. 7- تنفسي بعمق عن طريق الأنف (كأنك تشمين رائحة وردة) و أخرجي الهواء من فمك بهدوء (كأنك تطفئين شمعة) فأسلوب التنفس هذا يساعدك على الاسترخاء. 8- أعطي أبنائك مهام تتناسب مع مرحلتهم العمرية, و اجعليها بصورة تحدي ليستمتع الأطفال بأداء المهمة. كمثال: اختاري لهم أغنية أطفال أو أنشودة طويلة نوعا ما (5 دقائق مثلا) و عليهم ترتيب الغرفة قبل أن تنتهي الأغنية. 9- ضعي قاعدة أنهم يجب أن يرتبوا اللعبة التي انتهوا منها مثل المكعبات قبل تركها و الانتقال للعب بلعبة أخرى مثل عجينة الصلصال. 10- إدارة الوقت مهمة جدا, لأنك لن تتمكني من أداء جميع مهام البيت و رعاية الأطفال بالصورة المثالية. لذا عليك تقسيم الوقت كأن تقولي سأنظف المطبخ لمدة نصف ساعة و حاولي إنجاز قدر المستطاع في هذه الفترة ثم اتركي المطبخ عند انتهاء الوقت و إن لم تتمي جميع الأمور. و إذا كنتي تريدين الخروج من البيت ركزي على الأمور المتعلقة بالخروج مثل تجهيز الأطفال و مستلزماتهم و اتركي المهام الأخرى لحين عودتك. و كرري جملة (التركيز في مهمة واحدة). 11- أبنائك في مرحلة عمرية صغيرة, فاحرصي على أن يذهبوا للنوم في وقت مبكر و أعطي نفسك وقتا مخصصا لذاتك عند ذهابهم للنوم و لو لمدة بسيطة مثل نصف ساعة. خلال هذه المدة أسعدي نفسك بعمل أمر تحبيه, كالتواصل هاتفيا مع صديقة أو الاستمتاع بحمام دافئ أو قراءة مجلتك المفضلة. إن إعطاء نفسك هذا الوقت سيمكنك من التخلص من ضغوط اليوم. 12- اقضي وقتا خاصا مع أطفالك تستمتعين فيه معهم, كأن تحكي لهم قصصا سواء من كتب أو من مخيلتك, أو تتشارك معهم في خبز بيتزا لوجبة العشاء مثلا, أو مشاهدة ألبوم صور الأسرة و استرجاع ذكرياتكم سويا. يجب أن تنتقل علاقتك مع أبنائك من مجرد توجيه و نصح إلى مودة و رحمة ليجد فيك الصغار الأم و الصديقة. بالتالي ستجدين أن صحتهم النفسية تتحسن. 13- إنك تظهرين محبتك لأسرتك بصورة تقديم خدمات و رعاية و اهتمام, لكنهم بحاجة لأن تعبري عن حبك لهم بطرق أخرى. أظهري أنوثتك و دلالك و عبري عن حبك لفظيا و جسديا بالأحضان و القبلات و الإمساك بيدهم و التربيت على رأسهم. اعملي على تقوية الجانب العاطفي بينك و بينهم و فاجئيهم بأسلوبك الجديد في التعامل معهم. من السهل تحديد أسباب الغضب, و لكن الأهم هو التركيز على الطرق التي تساعدنا على التعامل مع المواقف الصعبة لكي لا تتكرر نفس المشاكل في المستقبل. واخيراً ننصحك بحضور دورة  بعنوان (إدارة الغضب الأسري) مع تمنياتنا لك بالعون والسداد.