السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نشكر لكِ ثقتك بجمعية المودة للتنمية الأسرية بجدة برنامج الاستشارات الإلكتروني ونسعد بتواصلكم : تم الاطلاع على استشارتك وكان مفادها تباعد في المشاعر بينك وبين زوجك وقلة اهتمام مما جعلك تشعرين بعدم محبته لك المحبة الكافية التي تحسسك بالارتياح في مشاعرك وعواطفك مما افقد معنى الحياة الزوجية وجمالها . يجب ان نعلم اختي الفاضلة ان الحياة الزوجية اذا كانت تسير وفق روتين واحد ونمط واحد لا بد ان يصيبها شئ من الفتور والبرود وهذا شئ طبيعي اذا بقينا كما نحن ولكن يستوجب منا ان نغير من نمط حياتنا بحيث نكسبها شئ من التجديد ، لو نظرنا لمعظم الاشياء في حياتنا اذا استمرينا عليها بنفس النمط ولم نظيف عليها أي تجديد بعد بفترة من الوقت ننظر اليها بنظرة عادية سواء هيأتنا او المسكن الذي نعيش فيه او حتى اماكن تنزهنا اشياء كثيرة صعب حصرها ولكن حينما نظيف عليها بعض اللمسات سواء في توزيع الاثاث في المنزل او تغيير في مظهرنا الخارجي او تغيير بيئة العمل وهكذا ، تتغير لدينا النظرة لهذه الاشياء هكذا هي العلاقات الزوجية حينما تسير على نمط واحد في المأكل والمشرب والملبس وتكون خالية من الحوار و من طريقة التعامل يصيبها شئ من الفتور حتى تتكون الفجوة العاطفية فنصاب بالملل والملل هنا ليس في اننا لم نعد نحب بعض فالحب موجود ولكن يحتاج الى اثارة فكيف نخلق هذه الاثارة بالتجديد في حياتنا كزوجين ننظر ماذا كان يميز علاقتنا في السابق ونقوم بتطويرة سواء من كلمات حب من هدايا عزيمة في مطعم اذا كانت الظروف المادية تسمح وليس شرط ان نتكلف ماديا ماذا لو فأجاتيه يوم بإستقبالك له بعد عودته من خارج المنزل ورتبتي له المنزل ورتبتي جلسه هادئة ومريحة وكان بينكم حوار يملأه الحب وكل واحد احس بالقرب من الاخر وقيسي على ذلك ، كثير اشياء لا تتطلب منا جهد ولا مال لكنها تضيف لنا علاقة دافئة ومريحة وكذلك يجب ان نتنبه الى ان الزوج او الزوجة قد يمر ببعض الظروف التي تفقده بعض الاهتمام بالطرف الاخر فنراعي الجانب هذا سواء زوج او زوجة فالزوج قد يمر ببعض الضغوطات في العمل او بسبب ظروف اقتصادية وغيرها ، فهذه لها تأثير فلا نحكم على الزوج هنا انه لم يعد يعطي الحب او انه ابتعد بمشاعره ولكن نعالج الموضوع هذا بالاحتواء وليس بسوء الظن او المعاملة بالمثل او اختلاق المشاكل وتتبع اسلوبه ومعاملته ، فنحن نحتاج قليل من الجرأة وكذلك مبادرة لا ننتظر فقط الطرف الاخر هو الذي يعطي ونحن فقط في دور المستقبل كذلك نفعل دور الحوار وهو الجانب المهم الذي يغفل عنه كثير من الازواج بل لا يعيرونه اهتمام ، ولا نفهم الحوار على انه فقط لحل المشاكل فالبعض مجرد يسمع كلمة حوار اعتقد ان هناك مشكلة تستوجب جلسة ومناقشة او طلبات لم تنجز نعم هذه امور تتطلب جلسة حوار ولكن فيه حوار محبة حوار مودة فيه لطف و ممتع يعطي الزوجين قرب اكثرو تآلف اكبر فهنا نجد فرق في ظروف الحوار ، ما يمنع ان تصنعي كوبين قوة او حسب ما ترغبين ويرغب زوجك ويكون لكم جلسة تفتحون فيها موضوع لا يتطرق الى مشاكل كمعلومة جديدة و يدور فيها الحوار ، كذلك حاولي ان تستغلي وقت الفراغ في امور فيها ذات منفعة حتى تملأي هذا الفراغ ، فكثرة الفراغ وانشغال الزوج بأعماله يزيد من هذه الفجوة لذلك حاولي تشغلي نفسك بما يتناسب مع ظروفك ، ويكون فيه الوقت الكافي لحقوق الزوج حتى نوازن بين اشتياقنا و بين قربنا ، وندرك ان الشيطان حريص على ان يفتن بين الزوجين فلا نجعل له سبيل بكثرة الاوهام والشكوك فالحياة جميلة ولكن تحتاج الى ان نفهم الطرف الاخر ونعرف كيف نكسبه وكيف نحصل منه على ما نريد بكل لطف وبكل محبة ولا نقارن حياتنا بحياة أي احد ، فلكل زوجين حياتهم الخاصة فلا نبني حبنا على قصة من الخيال ولا على قصة من الدراما الوهمية ، فلنتنبه الى هذه الجوانب ويكون لدينا الحكمة في ذلك . اسأل الله لكما كزوجين مزيد من الحب والود والوئام والسعادة.