أواجه مشكلة في التعرف على من حولي
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 20 سنة لا استطع تكوين صداقات او علاقات مع العلم إني لا املك الحياء الزائد ، بل يمتلكني خوف عدم التقبل من الطرف الاخر.ماذا افعل؟
الإجابة

الأخت الفاضلة وفقها الله . نرحب بك في برنامج  الاستشارات الالكترونية بموقع جمعية المودة للتنمية الأسرية، ونسأل الله تعالى أن تجدي فيه النفع والفائدة، وأن يسدد أقوالنا وأعمالنا، وييسر لنا تقديم ما فيه الخير لك ولجميع الإخوة والأخوات زوار هذا الموقع المبارك . أختي الكريمة وعي الشخص بذاته من حيث معرفة الشخص لنقاط قوته ونقاط الضعف والوعي بالحاجات والدوافع والمشاعر لنفسه يمثل أحد مؤشرات الشخصيات السوية والتي تكتمل باكتمال باقي المؤشرات وهي : احترام وتقبل الذات ، والسيطرة على السلوك والمشاعر ، والقدرة على بناء واستمرارية علاقات أسرية واجتماعية وعاطفية سليمة ، والقدرة على الانتاجية . يتحفظ بعض الناس في علاقاته مع الآخرين لأسباب متنوعة قد يكون منها التحسس المبالغ به من النقد وهرباً من الاحراجات وما يصاحبه من ارتباك وخجل وتصغير للقدرات وبالتالي تفضيل الابتعاد عن الانشطة الاجتماعية وما يسببه ذلك من تناقص في مهارات التواصل مع الآخرين وتوكيد الذات لأنفسنا أمام الآخرين . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم )) وهو إشارة لمبدأ وإجراء عملي للتغير ، واقترح أن يتم توظيفه لتحسين هذه المهارات الاجتماعية المفقودة لديك عبر التعريض للمثيرات المقلقة بالتدريج في عدد من نقابلهم وفي كمية الوقت الذي استغرقه معهم وفي المواضيع التي أتداولها معهم من حيث درجة اهميتها أو عمقها ومزاوجة هذا التعريض مع الاسترخاء التنفسي خلال هذه المواقف الاجتماعية . يسبق هذا العلاج بواسطة التدريب التعبيري معالجة معرفية بإزالة التوقعات الخاطئة التي تؤدي إلى نقص الثقة بالنفس وعدم الرغبة والقدرة على المبادرة لتنفيذ العلاج التدريبي التعبيري . هناك من يعتقد أن من لا يتفاعل مع الآخرين لديه غرور بينما الحقيقة قد تكون عكس ذلك تماماً وتتضح هذه الحقيقة بالتعايش معهم ، لذلك العلاج لحالتك يكون بالنقيض إما بالتدريج كما ذكرنا أعلاه أو بالاندماج الكامل . الخوف شيء طبيعي ومحفز للإنجاز ولتحدي الصعوبات كمقابلة أو غيره فيحدث تعرق في اليدين أو آلام في فم المعدة أو تشتت في التركيز لكن القلق بدلاً من أن تعمل هذه المشاعر على دفع الشخص إلى التحرك والعمل المفيد ، فانه يكون لها تأثيرات مدمرة حيث تدمر العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء وأفراد العائلة والزملاء في العمل فتقلل من إنتاجية العامل في عمله وتجعل تجربة الحياة اليومية مرعبة بالنسبة للمريض منذ البداية نتيجة للخبرات السلبية السابقة فتتولد لديه مشاعر الخوف والغضب والإحباط والضيق فيقوم بسلوك العاجز بالإحجام فيتمنع عن الخروج وممارسة حياته بشكل طبيعي . مثلث التفكير: أفكار سلبية ----> مشاعر سلبية عنيفة ----> سلوك إحجام هذا المثلث يتكون من ثلاثة عناصر تبدأ بتعرضنا لموقف فيبدأ العقل بـ (التفكير) ويقدم تفسير معين للموقف ، يتبعه (مشاعر) تجاه هذا الموقف ناتجة من التفكير ، يتبعها (السلوك) وقد يكون كحالتك هروب من المواقف الاجتماعية لأن تفسيراتك هو تربص الآخرين وتصيدهم لأخطائك عند لقائك بهم . هنا تتحول لديك المواقف الاجتماعية لتجارب مزعجة فتفضلين التجنب والهروب فتزيد لديك المشكلة وقد تتعاظم وتمس جانب مهم في حياتك إن كنت موظفة في وظيفة تحتاج بشكل أساسي لهذه المهارات . التحكم في نوع التفكير وتفسير المواقف بشكل ايجابي يعطي مشاعر ايجابية تجاه هذه المواقف وبالتالي يتصرف صاحبها بشكل طبيعي . كلما أجلنا حل مشكلاتنا كلما زادت تعقيداً وتشعبت واحتاجت لجهد ووقت لحلها وعندها قد نحتاج لتعلم كيفية التعايش معها . وأخيراً أسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه .