السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أختي المسترشدة وفقا لما ذكرتيه في طلب الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في ( ممارسة زوجك لبعض السلوكيات الشاذة ) و للإجابة عن استشارتك نقول بعد الاستعانة بالله : إن الميل لنفس الجنس و الشذوذ الجنسي له أعدة سباب منها عضوية تتعلق بالجهاز التناسلي و الهرمونات و يمكن الكشف عنها من خلال الأطباء المختصين ، و منها أسباب نفسية و اجتماعية و هي ما تهمنا لأنها تكاد تكون هي الأكثر شيوعا ، ويمكن اجمالها في الآتي: ١ - ضعف التربية الدينية : إن معظم السلوكيات الخاطئة هي نتاج إهمال هذا الجانب ، فالشاب الذي نشأ في أسرة تهمل غرس القيم و المحافظة على العبادات، فإنه بطبيعة الحال سينجرف إلى الوقوع في المحظورات لأن الرقابة الذاتية و مخافة الله ضعيفة في داخله . ٢- التنشئة الوالدية الخاطئة خاصة في مرحلة الطفولة و التي تتكون فيها شخصية الطفل و ذلك عندما يتم إهمال طبيعة تكوينه الذكوري ، بحجة أنه ما زال صغيرا ، و يزداد الأمر سوءا عندما يكون وحيدا بين عدد من الأخوات الإناث، فيلعب بألعابهم و يتطبع بطباعهم ، مما ينشأ في داخله عندما يكبر رفض داخلي لهويته الجنسية . ٣- الفراغ العاطفي : و ينشأ هذا الفراغ عندما تكون العلاقة الأسرية هشة ، تكاد تكون لغة الحوار فيها معدومة ، و لغة الحب بين أفرادها ضعيفة ، فيبدأ أفرادها البحث عن إشباع احتياجاتهم العاطفية خارج صندوق الأسرة ، سواء مع الجنس الآخر أو من نفس الجنس. ٤ - التعرض للتحرش الجنسي خاصة في مرحلة الطفولة و بداية المراهقة من نفس الجنس، فعندما يتعرض الطفل أو المراهق لللتحرش الجنسي ، و يكبت هذه الخبرة المؤلمة ، و لا يفصح به لوالديه ، فإنه يكون لقمة سهلة لتكرار هذا التحرش مع نفس الشخص ، و هنا تبدأ عملية الاستمراء لهذا الأمر ، فهناك قاعدة تربوية تنص على ( ما تكرر تقرر ) و قد يستمر هذا السلوك الخاطئ إلى ما بعد الزواج. ٥ - الاستخدام السيء للتقنية :إن الاستخدام السيء للتقنية و الدخول إلى المواقع الاباحية الشاذة و تكوين صداقات سيئة مع شواذ آخرين قد تعزز ممارسة مثل هذا السلوك و مع ذلك أختي الكريمة يمكن تجاوز هذا الأمر من خلال تعديل سلوك زوجك ، و الأمر يتطلب منك الصبر و المجاهدة على استصلاحه من خلال الآتي: أولا: إعانة زوجك على أمور العبادة و تأتي الصلاة في مقدمتها فهي تنهى عن الفحشاء و المنكر. و ذلك من خلال حثك له تأديتها في أوقاتها و في المسجد جماعة ، و إيقاظه لصلاة الفجر و العصر. ثانيا :مناصحته بالتي هي أحسن من خلال التقرب إلى زوجك أكثر من قبل حتى يشعر بالأمان ، و ابدئي بالحوار معه على مراحل وفقا للآني : المرحلة الأولى من الحوار : تحدثي معه أنه أصبح زوجا و مسئولا عن أسرة ، و عليه أن يشعر بعظم تلك المسئولية. المرحلة الثانية من الحوار : تحدثي معه عن عظم المعصية التي يقترفها ، و تحريم الله عز وجل لذلك لما فيها من شذوذ عن الفطرة السوية، و أن الله أهلك قوم لوط بسببها . المرحلة الثالثة من الحوار : تحدثي معه عن أضرار ممارسة الشذوذ من الناحية النفسية و تأنيب الضمير الذي يصاحب ممارسها ، و الأضرار الاجتماعية و التي تتمثل في تشويه سمعته و سمعة العائلة و النبذ الاجتماعي، كذلك تحدثي معه عن الأضرار الصحية للشذوذ و الأمراض المصاحبة له مثل السيلان و الإيدز. المرحلة الرابعة من الحوار: تحدثي معه عن إمكانية تركه لهذا السلوك الشاذ و افتحي له باب الأمل بأن الله يغفر الذنوب و عليه التوبة و العودة إلى الله فرحمة الله وسعت كل شيء . أختي الفاضلة نؤكد على مسألة الحوار حيث يجب ،اختيار الوقت المناسب و المكان المناسب و يفضل أن يتم ذلك بينكما بعيدا عن أفراد العائلة ، و عدم الإكثار من اللوم أو توجيه الاتهامات ، و التركيز على أفكار الحوار . ثالثا : أحيانا تصل مرحلة الشذوذ إلى اضطراب في الميل الجنسي و عندها يحتاج الى اقناعه بمراجعة طبيب نفسي لمساعدته على تعديل سلوكه ، و يمكنك يا رعاك الله اقناع زوجك بذلك و رغبتك في الوقوف معه مع تقديم الدعم و المساندة المعنوية. رابعا : أيضا يقع على عاتقك أختي الفاضلة مسؤولية إشباع رغباته العاطفية والجنسية من خلال التزين له ، و حسن التبعل.و خامسا : تأكدي أختي الكريمة أن الأمر يحتاج منك إلى الصبر و المجاهدة و عدم اليأس مع الموعظة الحسنة و لين الجانب و الإكثار من الدعاء و اللجوء إلى الله أن يصلح حال زوجك و يهديه إلى جادة الصواب . و في الختام نسأل الله لك التوفيق في كل شئونك ، كما يسعدنا تواصلك معنا من خلال الاستشارات الهاتفية على الهاتف الإرشاد الأسري(920001421) . و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم( 920001426 )