مواصلة الدراسة وتربية الأبناء
الإستشارة
السلام عليكم

تزوجت قبل سنة وكان من ضمن الشروط في العقد اكمال زوجتي لدراستها
ولامانع في ذلك ومع مرور الايام اصبحنا نمر في ظروف
سواء اختلاف اوقات عملي مع دوامها علماً بأنها تدرس في الجامعة انتظام
والان رزقنا بمولود واصبح صعب ذهابها للجامعة مع وجود طفلنا
وقلت لها بأن تحول انتساب وتكمل دراستها من البيت
وتذهب فقط في اوقات الاختبارات
ولكنها ترفض وتتحجج بأن كل شي له حل والامور بسيطة وان كان الولد هو المشكلة فسوف اذهب به لامي او امك ويرعونة طالما انا في الجامعة وانا لا اريد ذلك اقول لها انتي امه وانتي مسوؤلة عنه وليس امي وامك واريد ان يتربى بطريقتنا وليس بطريقة اي احد اخر ولكنها تقول ان اكمالي لدراستي من شروط الزواج وارد عليها بأني لم اسقط الشرط وهو لازال ولكن حسب الظروف اريدك ان تكملي انتساب هل لو احتدم الامر واجبرتها ان تحول من انتظام لإنتساب هل يعتبر ذلك اسقاطا للشرط

افيدونا جزاكم الله خير
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نشكر لك ثقتك بالجمعية ونسعد بتواصلك معنا عبر برنامج شورى للإستشارات الإليكترونية إن هذا الموضوع ضمن عدة مواضيع متنوعة قد يختلف عليها الزوجان وخاصة الفترات الأولى من الزواج . وعندما يتفقان على شروط معينة فلابد ان يلتزم بها الطرفان ولكن الكيفية أو الطريقة التي تؤدي لتحقق الشروط قد تختلف من بيئة لأخرى نظرا لإختلاف الظروف والأحوال ولكن النتيجة هو تحقيق الهدف وهو ما اشترط عليه الشريكان، وبناء عليه فلا مانع أن تكمل الزوجة دراستها انتظام أو انتساب فكلا الطريقتين تؤديان لتحقيق الهدف أو الشرط. ولكن دعنا ننظر لسبب إصرار الزوجة على الانتظام دون الانتساب ولا نكتفي فقط أو نقف عند الشروط كأنك متعاقد مع شريكك وليست حياة زوجية تشعر فيها بالشراكة المعنوية والجسدية بينكما، هذه حياة زوجية تجمع بين مختلفين تحت سقف واحد فيخطىء من يعتقد أنه لن يقع الزوجان في خلاف إذا اتفقا في بداية الحياة . إذا ً لابد من الاختلاف ، فهنا لابد أن نعرف كيف نجتمع أثناء الاختلاف وكيف نقوم بتقريب وجهات النظر بين الشريكين وهنا موقف يسوغ فيه الاختلاف لاختلاف الظرف الذي كان مهيئاً فيما مضى من حياتهما وهو أن تكمل الزوجة دراستها وفي حقيقة الأمر لابد أن ننظر للموقف بصورة إيجابية وهذا يُسهم في التخفيف من حدّة الخلاف فننظر له من زاوية أنها ترغب في الاستزادة من العلم والمهارات والأفكار الايجابية عما حولها فكل علم يحتوي على قراءة وإطلاع بلا شك أنه يسهم في التقليل من الجهل في السلوك والمعرفة، والدراسة تعتبر طريقاً للعلم وقد حثّ الاسلام عليها إضافة إلى اكتساب طالب العلم الكثير من المهارات والمعارف التي تفيد في التفكير في التعامل مع المواقف المختلفة حتى لو كانت دراستها في الإدارة أو في الطب أو في الحاسب أو غير ذلك ومهما اختلف التخصص فإن هذه الدراسة لانشك أنها تزيد من إمكانيات الفرد العلمية والمعرفية والتي تكون مؤثرة بشكل إيجابي على سلوكه وذلك من خلال التطبيقات التي تصاحب الدراسة. فإذا قمنا بتعديل النظرة فسوف نجد أننا أمام الأمر الواقع الذي يفرض نفسه ولكنه يفرض نفسه لقلة الخيارات التي أمامنا فنحن لدينا ثلاث طرق للدراسة وهي إنتظام أو إنتساب أو عن بعد وكلها متوفرة ولله الحمد . وحينما نبدأ في فتح الحوار لابد من : 1. اختيار الوقت المناسب لكللا الطرفين ليتم الحوار في جو نفسي مفعم بالإيجابية ولا يكون في وقت يكون فيه أحد الزوجين مضطرباً أو غائباً بذهنه عن محور النقاش . 2. تقبل رأي الطرف الآخر وتقبل الذات في نفس الوقت فشعوركما أنه بإمكانكما الوصول لحوار إيجابي ونافع لكل الأطراف هذا مما يدل على استعداد كل طرف للآخر لتقبُّله والاهتمام برأيه والاستجابة الفعلية معه. 3. إحذرا من نقد بعضكما لبعض وهذا يظهر في عدم تقبّل الرأي المخالف فيقوم بالتقليل من شأنه أو الاستهزاء والسخرية به. 4. معرفة دوافع رأي الطرف الآخر كما هو حاصل الآن فإذا تعرفنا على الدوافع من إكمال الدراسة باتنظام ربما لأنها تعتقد أن التوظيف بعد الدراسة يكون الأولوية للمنتظمين أكثر من المنتسبين أو عن بعد فتبدأ تتحاور معها على هذا الأساس. 5. مناقشة العوائق التي تصاحب اتخاذ القرار ولدينا هنا تربية الأولاد ولا تكتفي أنك تريد ذلك وحسب بل لابد من ذكر الحلول الممكنة وأشعرها بأنك ترغب في أن تكمل الدراسة ولا تشعرها بالرفض ثم تسمح لها فإن المرأة ستتخذ موقف مع أول جملة تصدر منك لذلك كن فطناً لما يصدر منك من عبارات لأن المرأة ستتخذ منها موقف إما إيجابي أو سلبي. 6. الابتعاد عن منغصات نجاح جلسة الحوار بينكما حتى يسهل التركيز في رأي الآخر مثل التلفاز أو الجوال أو تقليب النظر في الصحف ونحو ذلك فهذه رسائل للطرف الثاني بأنك غير مقتنع بالحوار معه فبالتالي سيصدر رفض لمبدأ الحوار من الزوجة فضلا عن تستمع لرأيك أو تأخذ به. 7. أن تسعى لتوضيح مفهوم التربية في الجلسات أثناء الجلوس أمام التلفاز بعدة وسائل متنوعة ولا تكتفي بوسيلة واحدة لأن الزوجة في هذه الحالة لاتدرك أهمية وجودها في حياة الابن وأن غيابها سيكون مؤثرا على حياة الابن ، لأن البعد عنه فترات طويلة من الأم يفقد الابن جزءا من حنانها وعطفها وقد يصعب توجيهه في المستقبل وقد يحصل شيء من الاتكالية على الغير في التربية وقد لايتحمل ذلك من يقوم بتربيته وخاصة أنه ةابن واحد وإذا زاد عددهم من سيقوم بتربيتهم والاعتناء بهم فلابد من الحكمة في طرح هذا الرأي وتبين لها حجم المسؤولية في التربية . 8. شاركها في أعمال المنزل واترك لها مساحة لمشاركتك في بعض أمورك الخاصة لتشعر بالأمان معك وأن شعورها وأحاسيسها أنك تشعر بها ولست بعيدا عنها فكم من إمرأة ترى زوجها فقط جسدياً ولا ترى عواطفه وأحاسيسه ومشاعره فهي تكبت دون شعور الزوج بها. ختاما نرغب في تواصلك مع الجمعية من خلال وللاستزادة من الوعي الأسري وطرق التربية السليمة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف المختلفة بإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (930001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http ونسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ويطيب قلوبكم لبعضكم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.