نفسيتي بعد الطلاق
الإستشارة
سلام عليكم ورحمة اللهً وبركاته
انا تطلقت من شهر ونفسيتي مايعلم فيها الا الله وحده متدمرة على الأخير سبب الطلاق اني كنت ابغاه اجلس فتره مع زوجي لوحدنا بدون وجود ابنته ولا اهله وهذاك اليوم جت ابنته واخته وانا تضايقت من وجودهم بما انهم كانوا في عطلة خارج الممكلة سياحة وانا تذمرت من وجودهم من ما زعل زوجي مني واخذني بيت اهلي وجلست فيه شهر لا ارسل ولا احد تواصل معاي من اهله غير ابوه فقد كان يبغى يحلها بيننا ويرجعنا لبعض بعدها تفاجات برسالة من طلقي يقول انتي طالق يافلانه وانا حالياً اعيش في حالة مايعلم فيها الله وحده من هم وغم وخوف وانكسار وندم لاني قلت له مابي اختك ولا بنتك وايضاً خايفة من كلام الناس اني مطلقة للمره الثانية عندي منه ولد رضيع نفسيتي ماتتحمل شيء واحس اني ظلمت طفلي معاي بهمالي له ارجو تساعدوني لو بنصيحه او كلمة تقوييني وشكراً
الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الابنة العزيزة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحبًا بك في موقع جمعية المودة للاستشارات الاسرية الالكترونية،ونشكر طلبك للاستشارة ونسأل الله ان يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُصلح الأحوال. —— يَمُرُّ على الإنسان في حياته بعضُ المواقف والعلاقات التي يَتَمَنَّى أن يتجاوَزَها على الأرجح بأقل ضررٍ ممكن، ولن أقولَ: يتجاوزها بسلامٍ؛ لأنني أشعر تمامًا بما تشعرين به الآن، وهو ما دعاكِ إلى كتابة هذه الكلمات. ابنتي لدينا ٤ محاور لسؤالك سنجيب عليها: أولاً:الإصلاح بينكما فنحن ندعوك - ابنتنا الكريمة - إلى الأخذ بالأسباب الممكنة التي قد يجعلها الله عز وجل سببًا للإصلاح بينك وبين زوجك، فإن تم الإصلاح، وأرجعك زوجك خلال العدة - فالحمد لله -، وإن خرجت من العدة فإنه يمكنه أن يعقد عليك عقدًا جديدًا إذا لم يكن هذا الطلاق هو الطلاق الثالث. وإذا لم يختر الله تعالى لك الرجوع إلى زوجك، فكوني على ثقة بأن ما قدره الله تعالى خير، وأن اختيار الله تعالى لك خير من اختيارك لنفسك، فهو أرحم بك من نفسك، وأعلم بما يصلح لكِ، فأحسني ظنك بالله، واعلمي أنه سيخلف عليك كل غائبة بخير منها. نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان. ثانياً:- اجعلي هذا الحدث بداية لحياة أجمل بإذن الله، فمن الطبيعي أن تشعر المرأة بالحزن بعد الطلاق، ولكن من غير الطبيعي أن ذلك الإحساس يؤثر علينا سلبًا، فمن الفشل تستقيم الحياة الجديدة، ونتعلم من أخطائنا، ونستفيد من تجاربنا السابقة، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدكِ في تخطي هذه الأزمة: -توقفي عن جلد الذات؛ إن أنتِ أحسنتِ العشرة وصنتِها، وفعلتِ كل ما بوسعكِ، تحدثي مع ذاتكِ بذلك، وأن بعد الطلاق مستقبلًا جميلًا بإذن الله.   -انهضي بأفكار إيجابية وجديدة، ارسمي خطة وأهدافًا لحياتكِ الجديدة؛ من دراسة أو عمل أو هواية أو رياضة.   -استثمري مواردكِ في بناء حياة جديدة لكِ مفعمة بالحيوية وكل جديد وجميل. -البحث عن وظيفة تبني وتصقل لديك المهارات،وتقضي بها وقت فراغك. والخطوةُ التاليةُ اجعليها دراستك، واصِلي مشوارك واجتهدي فيه، وتأكَّدي أنه يمكنك أن تجمعي بين حياتك الخاصة وأبنك ودراستك بالتنظيم الجيد والواقعي. ثالثاً:- ابنك الآن عليكِ أن تبدئي بالاهتمام بما لديكِ؛ ابنك هو ثمرة حياتك وهبة من الله تعالى حفظه الله،عليكِ أن تهتمي به، وتربِّيه بحكمة وحبٍّ،اجعليه استثمارك الأمثل، اقرئي واحضري الدورات، وتابعي المواقع التي تتكلم عن التربية وأساليبها والتعامل مع الأطفال؛ لأنكِ ستكتشفين طرُقًا جديدةً ومختلفةً عن التي اعتدتِ عليها وسَمِعتها ممن حولك، وستُسهل عليكِ التعامل مع طفلك كثيرًا. رابعاً:- إن رضا الناس غاية لا تدرك، ولم يسلم من لسان الناس أحد حتى رسل الله الذين هم أكمل البشر عليهم صلاة الله وسلامه، ولن يضرك كلام الناس إذا حرصت على طاعة رب الناس، فلا تعامليهم بالمثل، واعلمي أن الذين يذكرون عيوب الناس هم -أكثر الناس عيباً ونقصاً-، والله سبحانه يدافع عن المظلوم ويورث الظالمين الندامة والخسارة، وهم أشد الناس إفلاساً يوم القيامة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أتدرون من المفلس؟ فقالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال عليه صلاة الله وسلامه: لكن المفلس من أمتي من يأتي بصلاة وصيام، ويأتي وقد شتم هذا، أو ضرب هذا، وقذف هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) ورحم الله الحسن البصري الذي أرسل طبقاً من الرطب لمن اغتابه وقال له: (أرجو المعذرة فأنا لا أستطيع أن أجازيك لأنك أعطيتني من حسناتك). ونحن ننصحك بأن تتعوذي بالله من الشيطان، ولا تلتفتي لما يحصل حولك من كلام أو نقل للأحاديث، واعلمي أن همّ الشيطان هو أن يحزن أهل الإيمان وليس بضارهم شيئاً إلا بما قدره مالك الأكوان. هناك عدةُ نصائح لك لتجاوز هذه المرحلة، مِن أهمِّها: • الحرص على اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى؛ فهو المُدَبِّر وهو الرازق، وتقوية علاقتك بالله سبحانه؛ ليصلح لك شأنك كله. • تذكَّري أنَّ الله سبحانه قد أنعم عليك بنِعَم كثيرة حولك (ابنك - أهلك - الصحة - العافية... إلخ)، واعتبري أن هذا الطلاق أيضًا نعمة مِن نِعَم الله عليك، وإن كان ظاهرها مصيبة؛ لأنك لا تعلمين حكمةَ الله المخفيَّة خلْفَ هذا الأمر. • ركِّزي على الجوانب الإيجابية للطلاق، ومنها كما هو ظاهر لي: (الهدوء، والاستقرار النفسي لك ولابنك، وإمكانية فرصة زواج أخر أكثر نجاحًا، وغيرها مِن الأمور التي تعرفينها وتخفى علينا). • ابحثي عن أهدافٍ جديدةٍ في حياتك، واصنعي حياةً أخرى بأهداف أكبر وأجمل، واسعَيْ لتحقيق طموحك في الحياة، ولا تَتَوَقَّفي عن تنمية ذاتك وإسعاد نفسك. • تذكَّري أنك لست الوحيدة التي مررتِ بتجربة زواج غير ناجحة، بل غيرك الكثير والكثير، وقد عوَّضهم اللهُ سبحانه وتعالى بأجمل مما سبَق. • احرصي على ابنك الذي بين يديك، واسعي إلى أن تقفي أمامه وقفة الواثقة مِن ربها، والواثقة مِن نفسها، واثبتي له أنك قادرة على التعامل مع مُتغيِّرات حياتك الجديدة، مما ينعكس إيجابًا عليك وعليه. • ابتعدي عن تتبُّع أخباره وأخبار أهله هذه الفترة، إلى أن يَمُنَّ الله عليك بالنسيان. أن النفقة على الابن بعد الطلاق واجبة على الأب، وتشمل هذه النفقة تكاليف الأكل والشرب والسكن واللباس، بالإضافة لتكاليف التعليم و جميع ما يحتاجه الابن من متطلبات العيش بحسب وضع الأب ومستواه المادي. ختاماً: كوني صاحبة قصة نجاح عظيمة بقدرتك على تجاوُز هذه المرحلة من حياتك، يفتخر بها أهلُك وأبنك ومَن حولك. وختامًا تمنياتي لك بحياةٍ أجمل، ومستقبل رائعٍ مُشرقٍ، بفضل مِن الله وكرَمِه و أسأل الله الكريم أن يُغدِقَ عليك بعطايا تُعَوِّض عن البلايا وأن يَشرحَ صدرك، ويُفَرِّج هَمَّك، ويرزقك الرضا. في حال رغبتك بالحصول على استشارة هاتفية نسعد باستقبال اتصالك على الرقم 92001421 وفي حال رغبتك بحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم 920001426 ونرجو زيارة موقع الجمعية والتعرف على دورات الجمعية مجاناً وعن بعد والاشتراك بها من خلال الرابط http://almawaddah.org.sa/activi.ties, ونأمل منك تقييم الخدمة عبر الرابط التالي https://forms.gle/KDgTTLWWs1T8uvKP8